Al Jazirah NewsPaper Thursday  22/01/2009 G Issue 13265
الخميس 25 محرم 1430   العدد  13265
حلة ابن دايل تبكي فقيدها
مساعد بن عبدالمحسن الحكير

 

إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا راشد بن محمد بن دايل لمحزونون.. لقد أدمى خبر وفاة هذا الرمز الكبير قلوب أهالي الرياض عامة، وحلة ابن دايل خاصة، كيف لا وهو أحد رموز العاصمة، وابن إحدى حاراتها التي تشهد بعراقة هذه المدينة الحضارية، إنها الحلة التي سميت باسمه، والتي تبكي الآن رحيله بكل ما فيها ومن فيها.

لقد غرس الفقيد راشد بن دايل - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - في قلوب المحيطين به، وكل من عرفه، وكثير ممن لم يعرفه، المحبة له ولكل إخوانه وأولاده وسائر أفراد أسرته، ولم يأت ذلك من فراغ، وإنما هو ثمار ما جبل عليه والد الجميع راشد بن دايل - غفر الله له وشمله برحمته - الذي شمل كل من حوله بالعطف والأبوة الحانية والكرم الذي صار مضرب المثل، كما أحاط الكثيرين بما حظي به من شهامة ومروءة وشجاعة أضفت عليهم الشعور بالأمان والاستقرار، ودفعتهم إلى التسابق في التفاني في حبه والإخلاص له.

أكتب بمداد يذرف الدموع التي ملأت وجداني وكست وجوه أولئك الذين فجعوا معي بهذا المصاب الأليم.. الكلمات تعجز عن وصف مشاعرنا.. ووحدها لغة العيون هي التي حضرت في هذا الموقف الحزين.. عزاؤنا ما خلفته من أعمال صالحة يشهد بها القريب والبعيد، ويلمس خيرها الكثيرون من أبناء المجتمع الذين يرفعون الآن أكف الدعاء إلى المولى - جل وعلا - أن يجزيك خير الجزاء على كل ما قدمت وبذلت ابتغاء مرضاة الله، وأن يجعل كل ذلك في موازين حسناتك..

إننا نعزي أنفسنا ونعزي أبناءك البررة الذين هم خير خلف لخير سلف، والذين تربوا بين يديك، ونهلوا من معين أخلاقك الفاضلة وصفاتك النبيلة.. ونخص بالعزاء الابن البار محمد الذي يسير على دربك هو وإخوانه وأولاده.. لقد فقدنا علما من أعلام هذا الوطن المعطاء.. وعزاؤنا أن هذا الطريق كلنا إليه سائرون.. فإلى جنة الخلد يا أبا محمد..

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد