Al Jazirah NewsPaper Thursday  22/01/2009 G Issue 13265
الخميس 25 محرم 1430   العدد  13265
بريدة وعنيزة على صعيد المحبة والتآلف والوفاء
عبدالرحمن بن عبدالعزيز المذن

 

في عصر يوم الخميس الحادي عشر من شهر الله المحرم عام ثلاثين وأربعمائة بعد الألف من الهجرة النبوية انطلقت حافلة المحبة والتآلف من مدينة عنيزة بنخبة طيبة من أعيان عنيزة ومحافظها الأستاذ المهندس مساعد بن يحيى السليم إلى مدينة بريدة عاصمة المنطقة وعاروسه بدعوة أخوية صادقة تلقوها من أعيان وأهالي مدينة بريدة وذلك رداً لزيارة قام بها إخواننا أعيان بريدة لمدينة عنيزة من قبل. ولا شك أن مثل هذه الزيارات واللقاءات تقوي عرى التلاحم والتكاتف بين أبناء المدينتين، لمد يد البر والخير لأبناء المنطقة في ظل حكومتنا الرشيدة أيدها بنصره، وذلك بالاتصال بالمسؤولين يداً واحدة ولساناً واحداً نريد مشاريع خيرة تنفع المواطنين. هذه الزيارات تجلب القلوب بعضها مع بعض محبة وإخاء وتكاتف بريدة وعنيزة مدينتان متقاربتان فمدينة بريدة عاصمة المنطقة وعنيزة كبرى مدنها بعد العاصمة وعلى الأصح فهما مدينة واحدة مدينة بريدة تقع شمالاً وعنيزة جنوباً أهداف أهلها واحدة كل واحدة منهما تمد يدها للأخرى من أجل البناء والتطوير يسود ذلك الإخلاص والمحبة، دليل ذلك اللقاءان المباركان بين أبناء المدينتين في صعيد عنيزة ثم في صعيد بريدة، هاتان المدينتان يحيط بهما حزام دائري عرضه مئة متر يسهل حركة النقل والتنقل لداخل المدينتين مما يسهل الوصول إلى مدينة الأنعام في بريدة والأسواق التجارية في المدينتين، ويقطعهما الخط السريع المتجه من الرياض إلى المدينة، ولهذا له أثره الطيب في حركة المدينتين العمرانية والسياحية، حيث إنك تسير من مدينة بريدة إلى مدينة عنيزة فتلاحظ المؤسسات العلمية والحكومية والتجارية والصناعية إذا البناء متواصل والقلوب متواصلة، والأخوة صادقة تراحم وتصاهر بين أبناء المدينتين. كان محط الحافلة في أول اللقاء في مدينة الأنعام المترامية الأطراف، هناك قابلنا رجالا أوفياء من الأعيان والأهالي، وعلى رأسهم والدنا الفاضل (أبو القصيم عامة) الرجل المتفاني في خدمة المنطقة وليس لبريدة وحدها رئيس لجنة أهالي منطقة القصيم الشيخ أبو خالد إبراهيم بن عبدالعزيز الربدي بارك الله في عمره على زيادة عمل صالح، قوبلنا بوجوه البشر وطلاقة الوجه والحاجبين وبسمة الشفتين آخذين بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) رواه مسلم.

بعد تناول القهوة وتبادل الأحاديث والترحيب قمنا بجولة على مدينة الأنعام يرافقنا شيخنا أبو خالد وكان التجوال على الحافلة مع مرشد السوق الدكتور خالد النقيدان حيث إننا لا نستطيع قطع مسافاتها الواسعة على الأقدام وقد أجاد الدكتور الشرح والإيضاح. حق إن هذه المدينة تكفي لاحتياجات منطقة القصيم كلها، للعرض والبيع والشراء وللإنعام والأعلاف، مشاريع جبارة قامت على مساحات واسعة وبعد الجولة توجهنا إلى المستشفى الوطني حق إنه مستشفى فاتح للنفس شارح للصدر يستوعب عدداً كبيراً من مرضى أبناء المنطقة، كما أشار إلى ذلك المسؤول عنه، وبعد المستشفى تحركت الحافلة إلى برج القصيم وجولة مباركة فيه والأطلال على المدينة الكبرى أم القصيم بريدة. ثم أديت صلاة المغرب فيه ثم التوجه إلى المستودع الخيري، ومنذ تدخله وأنت تشعر بأنه خيري بما يحويه بذل فيه جهد مالي وبشري جهود جبارة قامت على أيدي أبناء مخلصين لوطنهم الغالي وعلى رأسهم الشيخ صالح الونيان إمام وخطيب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب في هذا المستودع ورش عمل متعددة مثل التغليف والنجارة وصهر الشحوم وتعبئتها في صفائح وقد ذكر الشيخ صالح رئيس المستودع بأنه استقبل خلال موسم عيد الأضحى هذا العام ما يزيد عن مائة وخمسين طنا من الشحوم إن لم تخني ذاكرتي بزيادة أو نقصان لهذه الكمية، وكانت الشحوم تدر من داخل المنطقة ومن خارجها كما أفاد بذلك الشيخ جهود مباركة موفقة إن شاء الله هذا المستودع يهتم باحتياجات الفقراء والأرامل والمساكين جزى الله المحسنين كل خير، وبعد الجولة على هذا المشروع أديت صلاة العشاء في جامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب طيب الله ثراه وغفر له. هذا الجامع حقاً حينما تدخله تشعر بروحانية ربانية مما يجعل المصلي يشعر أثناء صلاته بطمأنينة وخشوع. وهذا الجامع يضم مدرستين لتعليم القرآن الكريم للبنين والبنات ومصلى واسع للنساء وغرف متعددة للمعتكفين وقد بني هذا الجامع على نفقة الشيخ سليمان الرشيد أجزل الله له المثوبة وقد تحقق له إن شاء الله ما أخبره به المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم (من بنى لله مسجداً على الأرض ولو مفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة) رواه مسلم.

وكنت داخل مظلة الجامع أدير بصري سائلاً الله أن أرى جامع الضليعة الواقع في محافظة عنيزة بمثل هذا التنسيق الجميل والبناء الرائع وأن يوفق بمثل هذا الرجل فهم المحسنين عاليه والأجر مطلوب لأن جامع الضليعة يفتقر إلى توسعة وإعادة بنائه لقدمه حيث قد مضى على بنائه أكثر من أربعين عاماً لأنه يفتقر إلى جميع ما ذكر مع توفير مواقف للسيارات ودورات متكاملة، تحياتي للمحسن وأهل الخير، بعد تأدية الصلاة توجهنا إلى مخيم الأمانة في عريق الطرفية الذي أعد فيه حفلة للقاء، وقد تحدث أبو القصيم إبراهيم بن عبدالعزيز الربدي نيابة عن أعيان وأهالي بريدة فعبر ورحب ثم تحدث محافظ عنيزة ورد التحية وشكر وأبان وأوضح ما لقيه أهالي عنيزة من حفاوة وتكريم ثم تتالت الكلمات والمداخلات وعرض لأبناء العقيلات وللطلاب المشاركين في المناسبات الخارجية والداخلية من الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة القصيم. بعد هذا تناول الجميع طعام العشاء الذي أعده أهالي بريدة الأفاضل وأخيراً ودع أعيان عنيزة ومحافظها إخوانهم أعيان وأهالي بريدة بمثل ما استقبلوا به من حفاوة وترحيب ورحابة صدر وكان يرافق حافلة عنيزة في جميع تنقلاتها والدنا أبو خالد والمهندس خالد بن سليمان المديفر الذي يقوم بالشرح والإيضاح لكل طريق ومؤسسة علمية وتجارية تمر عليها هذه الحافلة وقد أبدع وأوضح وكأنه هو المصمم لها لسعة علمه فيها مع أنه بعيد كل البعد عن العمل بأمانة المنطقة وأخيراً وليس وداعاً أرجو أن يكون لهذين اللقاءين ثمرة تجنى كما اقترح ذلك أحد المداخلين في الحفل وذلك بتشكيل ورشة عمل وهو بتعيين وتخصيص لجنة من أبناء المدينتين تقوم بدراسة احتياجات المدينتين ثم رفعها إلى الجهات المتخصصة ومتابعتها وهذا هو المرجو والمتطلع إليه من الرجال الأوفياء لأوطانهم تحياتي من أعماق قلبي لإخواني أعيان وأهالي مدينة بريدة.

إمام وخطيب جامع الضليعة في محافظة عنيزة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد