Al Jazirah NewsPaper Thursday  22/01/2009 G Issue 13265
الخميس 25 محرم 1430   العدد  13265
عقيدة لاعبينا مشرِّفة وراسخة

 

يظن البعض ظن السوء في النجوم عموماً (أو الذين صنع منهم الإعلام نجوماً). أقول يظن الكثير فيهم ظن السوء، ويتصورون أنهم لاهون سادرون في الشهوات والملذات، ومنهمكون فيما آتاهم الله من وجاهة وقدرات، فلا يخطر ببالهم، أو يدور بخيالهم أن أغلب لاعبينا، وإن شئت فقل جميعهم، إلا من شاء الله، لديهم عقيدة راسخة، وإيمان عميق، وغيرة على دينهم ووطنهم الذي هو مأرز الإسلام، ومهبط وحيه، وقبلة المسلمين في رحاب المعمورة. ويظهر هذا الرسوخ العقدي أثناء كلامهم ومقابلاتهم فلا تكاد تفتر ألسنتهم من ذكر الله سبحانه، وعزوا الأمور إليه خيرها وشرها، فكل توفيق ينيطونه بالله سبحانه وتعالى ومشيئته، وتنضح مقابلاتهم بحمد الله وشكره والثناء عليه، وهذا أمر محمود، حتى النبي صلى الله عليه وسلم عندما قالت له زوجه عائشة رضي الله عنها: لماذا تراوح بين قدميك في صلاة الليل، وتقطع الليل ركوعا وسجودا وتسبيحا وتكبيرا، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟؟ قال: (أفلا أكون عبدا شكورا).. فشكر الله على آلائه سبحانه ونعمه دليل على تعلق القلب بالله، ودليل على البيئة الإيمانية التي تربى فيها وترعرع، والتربية العقائدية، والمناهج الإسلامية التي رضعها مع لبنه، واستنشقها في أجوائه فجعلت من لاعبينا شبابا يحمدون الله في سراهم وضراهم.. فعندما يُسأل اللاعب منهم ما هو تعليقك على هذا الفوز؟ يقول: تحقق هذا بتوفيق الله وبكذا وكذا وكذا.. وإذا سئل عن الخسارة؟ يقول: الحمد لله لم يوفقنا الله في هذه المباراة.. أو يقول: أولا كل شيء بمشيئة الله وقدرته لكن لو كذا أو كذا وكذا..

وهذا لا شك عمل طيب من هؤلاء النجوم الذين يقتدي بهم النشء، وقد قال صلى الله عليه وسلم (أول من يدخل الجنة الحمادون) أي الذين يحمدون الله في السراء والضراء.

هذا فضلا عما نسمعه من إقام الصلوات في المعسكرات والمباريات وغيرها، فلله الحمد من قبل ومن بعد.. وان كنا نطمح إلى المزيد.

ثم كذلك لم نسمع منهم تجاوزات في الألفاظ أو حتى في زيهم ولباسهم إلا ما هو نادر بحمد الله، هذا فضلا عما نسمعه عنهم من تبرعات خيرية، ومشاركات تربوية، وكذلك التصاقهم بالعلماء والمشايخ.. وكان آخر ما سمعته ما قاله الشيخ سلمان العودة في إحدى القنوات الفضائية أن النجم ياسر القحطاني يستفتيه ويستشيره في بعض الدعايات التجارية.

إنني أهيب بإخواني اللاعبين أن يستشعروا إذا مثلوا منتخباتنا في الخارج أنهم يمثلون بلادا ليست كبلاد أحد من العالمين، يمثلون مهبط الوحي، وأحفاد الصحابة، ومأوى أفئدة المسلمين.. يجب عليهم أن يستشعروا ذلك بكل فخر واعتزاز.. فهو والله فخرنا وعزنا وشرفنا. قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} أي عزة وشرف وسؤدد.. وسوف نسأل هل حققنا هذا أم لا؟ وقال تعالى {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} أي فيه عزكم وشرفكم وعلوكم.. أفلا تعقلون؟

أيها الإخوة اللاعبون.. سبقنا العالم بصناعة الطائرة والقنبلة، فلا والله نجاريهم في التكنولوجيا والتقنية ولا حتى نجاريهم مجسما ولا مبسما.. ولكن علينا أن نعض بنواجذنا على مكمن عِزِّنا وشرفنا وهو سمو أخلاقنا ونزاهة نفوسنا وإنسانية مبادئنا فنكون كما حدد النبي صلى الله عليه وسلم بعثته بقوله (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ولنا في رسول الله أسوة حسنة، أسأل الله لكم التوفيق والسداد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الموجه الشرعي
د. علي بن محمد الحماد - محافظة رياض الخبراء



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد