Al Jazirah NewsPaper Thursday  22/01/2009 G Issue 13265
الخميس 25 محرم 1430   العدد  13265

نطّح الصياح صياح.. تسلم!!

 

مدخل:

قال الشاعر راكان بن حثلين:

ما قل دل وزبدة الهرج نيشان

والهرج.. يكفي صامله عن كثيره

لا أدري.. كيف خطر على بالي هذا المثل؟!!

لكنه وللأسف شبه موجود في حياتنا اليومية وفي كل تعاملاتنا وخاصة في عالم الساحة الشعبية بالذات ودائما ما أرى هذا المثل يلوح في أفق هذه الساحة!!

فالانتقاد أو النقد والذي أعتبر من وجهة نظري الخاصة كليهما:

في المظهر متساويين.. متشابهين في التناول.

لكن المتلقي هو الوحيد الذي بإحساسه يمكن معرفة الناقد والمنتقد!!

والمشكلة ليست في ذلك.. وربما يخدم النقد المنتقد، ولكن المشكلة في تعالي الصياح بينهما في أي عمل كان وخاصة فيما يتعلق في الساحة الشعبية من نصوص شعرية أو نثرية أو نقدية أو مسابقات أو برنامج شعبي أو مجلة تعنى بالأدب أو إذاعة شعبية أو قناة فضائية ترتدي الجلباب الشعبي!!

فما أن يظهر ناقد أو منتقد لأي من هذه الأمور إلا ونجد بالمقابل سيل من الردود التي لا نعرف لها وجهة معينة!! كما لا تتفق على قناعات ثابتة!!

وهذا كله بسبب بعد الناقد الحقيقي المؤهل المعترف في أدواته وصوته ودعمه وعدم التخلي عنه من ذوي المعرفة والتخصص.. لتكون كلمته هي التي تحمل بصمة الاعتماد.

.. هناك وللأسف نسمع من جرَّد بعض الشعراء شاعريتهم، فدائما نسمع بأن فلان ليس شاعراً وذلك بسبب أنه لم يرق له النص الذي سمعه ذلك المتلقي بينما في الحقيقة هو شاعر طالما تقيد بشروط الشعر من وزن وقافية ومعنى وجرس موسيقي وتصوير وخيالات وبناء القصيدة.

فعندها لا يحق لأي كائن تجريده من شاعريته فهو يبقى (شاعرا) بغض النظر عن المستوى!!

ربما أنه لم يتعب في نصه الشعري ولم تساعده الظروف ليبدع كما تعب الشاعر فلان الفلاني وأبدع وجلب كل ما هو جديد ومفيد بتوفيق من الله!!

.. هناك وخاصة في بعض المنتديات من ينطبق عليه هذا المثل عندما يجد أنه أخطأ في مداخلاته، فسرعان ما يلجأ لهذا المثل ويتكئ عليه لينتهي النقاش (بخفي حنين) وربما يغلق الموضوع!!

.. هناك من يداهن وهناك من يغض الطرف وهناك من تأخذه العزة بالإثم ويأتي (فازعا) وهناك.. وهناك..!!

لكن تبقى الكلمة الصحيحة الصادقة من أفواه أصحابها هي العلياء.

في النهاية:

وإن أصدق بيتٍ أنت قائله

بيتا يقال إذا أنشدته صدق

محمد المويعزي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد