Al Jazirah NewsPaper Friday  23/01/2009 G Issue 13266
الجمعة 26 محرم 1430   العدد  13266
هل بالأمل نحيا!!
محمد بن أحمد الشدي

 

ليس اليأس كلمة تقال: ينفر من سماعها الناس فحسب ولكنها أكثر من ذلك وأبعد خطراً.. فطالما حطم اليأس قلوباً تفيض بالأمل والحب والحياة.. وما عرف اليأس طريقاً إلى النفوس إلا وأشقاها وأبعد أصحابها عن كل ما في الحياة من أمل وهناء.

وهناك فئة من الناس يفتقرون إلى الصبر والجلد والاحتمال وإلى الثقة بالنفس أحياناً فيقعون فريسة اليأس بمجرد أن تصادفهم العقبة الأولى في طريق الحياة، والأمثلة على ذلك كثيرة فكم من رجل فشل في عمله، أو تجارته فاستسلم لليأس وأظلمت الدنيا في عينيه، وكم من طالب رسب في الاختبار فحال اليأس بينه وبين إعادة المحاولة.

ولكن الإنسان الواثق من نفسه المؤمن بالله إيماناً عميقاً لا يعرف اليأس إلى نفسه سبيلاً. بل يظل يحاول مرة بعد مرة حتى يحقق الهدف الذي يسعى من أجله مهما كلفه ذلك من مشقة وجهد.. وقديماً قالوا: لا يأس مع الحياة.. ولا حياة مع اليأس، وهناك رجال كثيرون في التاريخ لم يكن بمقدورهم أن يحولوا عجلة التاريخ ويبرزوا كأبطال لو أنهم استسلموا لليأس في ظروف عصيبة.

من هؤلاء العظماء مثلاً القائد الإسلامي العظيم خالد بن الوليد الذي دك عروش الطغاة ولم ييأس يوماً، ونستون تشرشل الذي صمد أمام جيوش المحور في الحرب العالمية الثانية.. ففي الوقت الذي كان فيه الجنود الألمان يحتلون المدن البريطانية ويدحرون جيوش تشرشل كان هذا متفائلاً بالنصر، فكان لا يرد إلا باسماً ورافعاً إشارة النصر.

ومثل تشرشل كثير من العلماء الذين دخلوا في مختبراتهم ومعاملهم وهم يجربون ويفشلون حتى حققوا إنجازاتهم العلمية التي يتمتع العالم بثمراتها الآن. فأديسون وقف أمام 100 تجربة فاشلة قبل أن ينجح في اختراع المصباح الكهربائي.

ومن هنا يتضح لنا أن التغلب على اليأس لابد أن يقود إلى النجاح في النهاية.. فإذا صادفتك عزيزي القارئ أية عقبة في بداية مشروعك، أو عملك، أو دراستك فقاوم اليأس وتسلح بالأمل وابتعد عن الحقد وعند ذلك ستحقق كل أهدافك.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد