Al Jazirah NewsPaper Friday  23/01/2009 G Issue 13266
الجمعة 26 محرم 1430   العدد  13266
رياض الفكر
الاستفادة من خبرات ذوي الكفاءات (تركي الفيصل.. أنموذجاً)
سلمان بن محمد العُمري

 

صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود - رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، من رجالات الدولة البارزين، ورمز من الرموز السياسية، والثقافية، ومن المفكرين الاستراتيجيين في بلادنا، ومن أوائل خريجي الجامعات الأمريكية من أبناء المملكة العربية السعودية، وعمل رئيساً للاستخبارات العامة لمدة تزيد على أربعة وعشرين عاماً، كما عمل سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية.

ولسموه كتابات غير منتظمة في صحيفتين أمريكيتين بارزتين على المستوى العالمي، هما (واشنطن بوست) و(لوس أنجلس تايمز)، وقبل فترة قدم سموه محاضرات في جامعة جورج تاون بواشنطن كأستاذ زائر.

ولقد لفت انتباهي التطورات الجيدة للجامعات السعودية، والقفزات التي حققتها خلال عام ونصف، وتحديداً عقب تصنيف الجامعات الذي أظهرته إحدى المؤسسات العالمية، ووجودنا في آخر القائمة، وما تلاه من انتفاضة لبعض الجامعات، وما قامت به من جهود، وخصوصاً من استفادتها من الأساتذة الزائرين من ذوي الكفاءات العالية في مجال تخصصهم، ومن الحاصلين على جوائز عالمية كجائزة نوبل.

ثم تبادر إلى ذهني سؤال: شخصية بحجم وإمكانات صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، وخلفيته العلمية والعملية العريضة التي تجعل الصحف العالمية تتسابق على استكتابه، والقنوات التلفازية العالمية أيضاً تتنافس على استضافته، ودور النشر ترغب في تبنّي مذكراته: أين الجامعات السعودية عن سموه، وأمثاله من الرموز العالمية التي تعيش بيننا، ولم لا تتم الاستفادة منها؟

بالتأكيد أتمنى بقاء سموه أستاذاً زائراً في الجامعات الغربية متنقلاً بينها دونما استئثار لجامعة معيّنة بسموه، لأننا سئمنا وتعبنا من حديث الآخرين عنا، وعن أمورنا بالوكالة، أو الإنابة، أو الاستقراء الخاطئ لتاريخنا وواقعنا، وأتمنى من أمثال سموه - وهم كثر من أبناء هذا البلد المبارك - أن يحذوا حذو سموه في هذه الخطوة الإيجابية، ونرى العديد من وزرائنا السابقين، ومديري الجامعات، والأطباء، والاستشاريين، والسفراء البارزين، فيتنقلوا في الجامعات في الخارج لإيصال صورتنا الحقيقة للآخرين.

إنني أعرف العديد من القدرات العلمية من الصفوة، أو النخبة التي ذكرتها سابقاً، واستشهدت بها، تجمّدت حركتهم مع الأسف عقب تركهم لمناصبهم، وكأنهم اعتزلوا الحياة برمّتها، فجهودهم البحثية توقفت، ومشاركتهم العلمية في المؤتمرات تجمّدت، وكأنّ مخزونهم العلمي قد نضب.

إنّ على جامعاتنا ومؤسساتنا العلمية والبحثية، والوزارات المعنيّة، الاستفادة من خبرات وتجارب المتميزين من الكفاءات الوطنية، وأتمنى لو أننا رأينا وسمعنا عن استقطاب وتنافس الجامعات السعودية على الاستفادة من خبرات هؤلاء في تقديم محاضرات، ولو لطلاب الدراسات العليا.



alomari1420@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد