من البرنامج التجريبي لرسوم الأطفال حكاية خرافية من لبنان
كان لاب وأم شاب وكان هذا الشاب عازفاً عن الزواج وكان كل يوم يخرج للتنزه، غير عابئ بالحاح الأب والأم عليه في أن يبحث له عن زوجة، وذات يوم خرج ليتنزه كعادته، فقابل عجوزاً في الطريق، فأخذ يضايقها، فدعت عليه العجوز بعشق الليمونات الثلاث. فلما سألها عن هذه الليمونات وأين يجدها لم تخبره بذلك، بل أمرته أن يسير في طريق بعينه حتى يصادق شخصاً كهلاً، فهذا الشيخ الكهل هو الذي سيخبره عن مكانها، ومنذ أن دعت العجوز على الشاب بعشق الليمونات الثلاث، لم يقر له قرار، بل ظل دائم التفكير فيها. وذات يوم ودع أمه وأباه وخرج قاصداً الشيخ الكهل الذي يعرف سر الليمونات الثلاث.
وهناك في طريق موحش قابل هذا الشيخ، وسأله الشيخ عن سبب خروجه إلى ذلك الطريق الموحش، فأجابه بأنه عازم على إحضار الليمونات الثلاث. وتعجب الشيخ من مطلبه، ونصحه بأن يعود إلى بيته، حيث أن طريق الليمونات الثلاث مليء بالأخطار. ولكن الشاب أبدى له إصراره على خوض غمار هذه الأهوال. ورجاه أن يدله على مكانها. عند ذاك أخذ الشيخ يشرح له معالم الطريق، فأخبره بأنه سيظل سائراً في هذا الطريق ليل نهار حتى يقابل غابة مظلمة، وفي هذه الغابة تكثر الوحوش الكاسرة، مثل الذئاب والأسود، وهذه الذئاب والأسود تستلقي حول شجرة كبيرة مهولة، هي التي تتدلى منها الليمونات الثلاث، عند ذاك يتحتم عليه أن يلهي هذه الحيوانات بالطعام حتى تنصرف عنه فيتمكن من قطف الليمونات الثلاث، قال له ذلك ثم قدم له حصانا عجيباً لا يمكن للوحوش أن تدركه، كما أخبره بأنه عندما يشق كل ليمونة ستخرج له منها فتاة رائعة الجمال، وستطلب منه في الحال أن يسقيها، فإن لم يفعل ذلك اختفت.
وسار الشاب في طريقه حتى وصل إلى الغابة، ممتطيا صهوة الحصان العجيب ثم أوغل فيها حتى وصل إلى الشجرة الكبيرة، حيث وجد الليمونات الثلاث تتدلى منها في إغراء، فلما رأى الحيوانات تستلقي حول الشجرة، أسرع ورمى إليها بالطعام، فانشغلت به وانصرفت عنه. عند ذاك قطف الليمونات الثلاث وولى مسرعاً على حصانه. وفي أثناء الطريق جلس ليستريح، وأخذ يشق الليمونة الأولى ناسيا في ذلك نصيحة الشيخ، فلما ظهرت له الفتاة الجميلة وطلبت الارتواء، ولم يكن لديه ماء، اختفت الفتاة في الحال، عند ذاك تذكر نصيحة الشيخ وأعد الماء ثم شق الليمونة الثانية، فلما ظهرت له الفتاة الثانية وطلبت الماء، قدمه إليها، فأخذت تشرب حتى فرغ الماء، ثم طلبت المزيد منه، ولكنه لم يكن معه من الماء أكثر من ذلك، ولهذا فقد اختفت الفتاة الثانية كذلك، عند ذاك قرر الشاب ألا يشق الليمونة الثالثة قبل وصوله إلى نبع. فلما صادف نيما، شق الليمونة الأخيرة، فظهرت له فتاة لا تقل روعة عن سابقتيها، فلما طلبت الماء أخذ يرويها حتى اكتفت، وبعد ذلك حملها الشاب على فرسه حتى أصبح قاب قوسين أو أدنى من بيته.
طلب منها أن تستقر فوق نخلة حتى يذهب إلى بيته ويحضر لها الملابس المناسب فاستقرت الفتاة فوق الشجرة وأخذت تترقب حضوره، وبعد فترة من الزمن مرت عجوز بجانب الشجرة ولم تكن قد أبصرت الفتاة، فلما، نظرت العجوز إلى صفحة ماء النبع رأت صورة رائعة الجمال تنعكس عليها، فتصورت أنها صورتها، ولهذا فقد عادت سعيدة إلى بيتها ولكنها ما كادت تنظر في المرأة حتى رأت صورتها القبيحة. فعادت إلى النبع مرة أخرى لتتأكد من الصورة التي رأتها على صفحة المياه، فلما رأتها عادت ثانية إلى بيتها، ولكنها كذلك رأت صورتها القبيحة في المرأة، وفي المرة الثالثة وصلت العجوز إلى النبع ولكنها رفعت رأسها إلى أعلى الشجرة، فرأت الفتاة الجميلة تجلس فوقها، فأخذت تتحدث إليها، وعلمت منها أنها تجلس في انتظار حبيبها، وفي الحال غرزت العجوز في رأسها دبوساً فتحولت الفتاة إلى طائر، أما هي فقد جلست فوق الشجرة بانتظار الفتى، ولما وصل الشاب ذعر لمنظر العجوز، وسألها عن حبيبته، ولكنها أخبرته بأنها هي بعينها حبيبته، وقد كانت مسحورة، والآن عادت إلى شكلها الطبيعي، ولذا كان الشاب قد أخبر أهله بأنه قد عاد بعروس، فاعدوا العدة لاستقباله، فقد عز عليه أن يعود إليهم خاوي الوفاض، ولهذا فقد عاد بالعجوز على أمل أنها يمكن أن تسترجع صورتها الجميلة.
أما الفتاة المسحورة في شكل طائر، فقد ظلت تطير حتى وصلت إلى بيت حبيبها، وهناك دخلت المطبخ حيث كان الطاهي يعد الطعام لسيده، وما كاد الطاهي يحمل الطعام حتى طارت فوق رأسه وقلبت الطعام، ثم كررت هذا الفعل مع الطاهي ثلاث مرات، عند ذاك اضطر الطاهي إلى أن يخبر سيده بما حدث له. فجاء الشاب وظل متربصاً بالطائر، حتى اسطاع أخيراً أن يمسك به، ثم رأى الدبوس في رأسه فانتزعه، وفي الحال عادت الفتاة إلى شكلها الطبيعي، وحكت للأمير ما حدث لها عندما تركها فوق الشجرة، ورجع الشاب إلى بيته حيث أمسك بالعجوزة وقتلها. وتزوج فتاته الجميلة.
****

رسوم
1 - عبدالله عفيفي 10 سنوات.
2 - آية إسلام الشربجي 10 سنوات.
3 - يزن حاتم البلبيسي 10 سنوات.
4 - سارة رياض الكردي 9.5 سنوات
5- ديما أبو جبارة 10 سنوات
6 - هانيا مصطفى كرداني 10 سنوات.
7 - محمد زياد علواني 10 سنوات.
8- حلا محمد أبو ليلى 10 سنوات.
9 - إيناس حمزة جردات 10 سنوات.