Al Jazirah NewsPaper Friday  23/01/2009 G Issue 13266
الجمعة 26 محرم 1430   العدد  13266

لم يمت عام 1371هـ
(طارق الإفريقي) من السودان وليس من ليبيا

 

قرأت ما كتبه الأستاذ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد عن المجاهد والبطل طارق الإفريقي بتاريخ 10-1-2009 في هذه الجريدة وسبق ذلك أحد الاخوان كتب عنه أيضاً وأخيراً رد سعادة السفير الليبي على هذا المقال وأوضح أن طارق ليس إفريقيا بل هو ليبي كما ذكر من كتب أن وفاة اللواء طارق كانت في عام 1371هـ عليه فإني أوضح هذه النقاط:

1 - طارق الإفريقي هو من السودان - وليس من ليبيا - رغم أنني أفتخر بمجاهدي ليبيا وعلى رأسهم البطل عمر المختار، حيث إن طارق كان أسود البشرة وعلى خديه شخوط (آثار كي) التي يستعملها اخواننا في السودان لئلا يسرق أطفالهم - حيث إنه كان في تلك الأيام سرقة الاطفال وبيعهم على قدم وساق، وإذا كان هناك كتاب يذكر أنه ليبي فهذا الكتاب بني على خطأ وكما قال الشاعر:

وما كتب التاريخ في كل ما روت

لقرائها إلا حديث ملفق

نظرنا لأمر الحاضرين فرابنا

فكيف بأمر الغابرين نصدق

2 - ما ذكره الأستاذ عبدالرحمن الرويشد وأحد الكتاب الذين قبله من أن وفاة اللواء طارق الافريقي كانت عام 1371هـ فكان هذا خطأ وغير صحيح.

3 - في عام 1372هـ قام طلاب المدرسة الابتدائية العسكرية في الطائف بعدم الاستجابة لتناول طعام الإفطار لأنه مكرر مثل الأيام التي سبقته وعدم الذهاب للدراسة وبعد نصف ساعة حضر اللواء طارق الافريقي ومعه العقيد منصور العساف، الذي أصبح فيما بعد رئيساً للأركان، والعقيد الحماني -وهو سوري الأصل- مع اللواء طارق وخطب خطبة في الطلاب دعاهم فيها إلا الامتثال والطاعة وسوف يتم إحضار الإفطار الذي يرغبونه، فكان طلب الطلاب الفول والتميس كما ذكرهم بالعلم وقال هذا البيت:

تألم يا فتى فالجهل آر

ولا يرزى به إلا الهما

وكان ضمن الحضور الملازم سليمان الحرقان الذي وصل إلى رتبة لواء - والملازم وهبي طحلاوي الذي وصل إلى رتبة عقيد ووكيل القائد عبدالرحمن الطاسان رحمه الله ووكيل المدرسة علي بن دربي الشهري الذي وصل إلى رتبة مقدم وكثير بل وعشرات من الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد ضباطاً حضروا هذا اللقاء - أي أن خريجي المدرسة الابتدائية العسكرية بالطائف يعرفون هذه المعلومات وعايشوها.. فكيف أمتم اللواء طارق عام 71هـ وهو استمر بالخدمة إلى أوائل عام 73هـ.

لقد كان هذا الرجل حكيماً وحنوناً وعطوفاً عندما حل هذه القضية ولو كان أي شخص سواه لتأزمت الأمور ولفصل غالبية هؤلاء الطلاب بل بحكمته وحنانه على هؤلاء الصغار قام بحلها حلاً مرضياً للجميع وشكراً لجريدة الجزيرة التي يهمها ذكر الحقيقة.

عبدالقادر سعد القويعي - (مؤرخ عسكري)


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد