Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/01/2009 G Issue 13267
السبت 27 محرم 1430   العدد  13267
في ظل هبوط أسواق الأسهم
المستثمرون يتصارعون على الدولار والين.. والإسترليني خارج الحلبة!

 

الرياض - وليد العبدالهادي:

مخاطر عديدة ومتنامية تحيط بالمتداولين في السوق صورت العملات الرئيسة كالسكين الساقطة، والاتجاه الهابط لمعظم الأزواج الأكثر تداولاً يؤكد أن مقولة (مخاطرة أقل عائد أقل) هو ما يبحثون عنه في هذا الوقت، والمتابع للحركة السعرية للأزواج الأساسية يستنتج أنه لا يوجد تجار عائد بل تجار مخاطر فقط، والتوقعات التي تحرك الأسواق حالياً ليست مدفوعة من محركي الأسواق بل إن صناع أسواق العملات الأجنبية مشغولين بما يمكن أن يكون عليه الوضع الاقتصادي العالمي في 2010م.

الدولار الأمريكي:

اهتمام ملحوظ حظي به الدولار في تداولات الأيام القليلة الماضية، حسم فيها المستثمرون موقفهم تجاهه بعد حيرة وتردد دامت ستة عشر أسبوعا، ويبدو ذلك مبررا أساسيا وفنيا. من جهة الأساسيات نجد أن البيانات الاقتصادية تخف وطأتها ترقبا لحفل تنصيب رئيس جديد يعلن بأن اقتصاد بلاده بحاجة لوقت طويل لتجاوز أزمته، ويبشر بأن الاقتصاد الأمريكي سيكون أول المتعافين، ساهم ذلك في ارتفاع مستوى الثقة والتفاؤل مدعوما بتقرير من المفوضية الأوروبية تتوقع فيه نمواً للاقتصاد الأمريكي 1.7% خلال 2010م يسبقه انكماش 1.6% في 2009م، ومع تراجع أسواق الأسهم الأمريكية لاسيما هبوط مؤشر الداو جونز دون حاجز 8000 نقطة يزداد الدولار الأمريكي زخما وتسارعا في الصعود أمام معظم العملات الرئيسة.

EUR/USD:

خفض سعر الفائدة لليورو 50 نقطة أساس لتصل إلى 2% كما كان متوقعا ساهم في ضعفه أمام الدولار ويبدو أن هذا الضعف سيستمر ولكن بوتيرة أقل خلال الستة أسابيع القادمة بعد تلميح المركزي الأوروبي بتخفيض إضافي لسعر الفائدة بعد تصريحهم بتأجيل العديد من أعمالهم إلى شهر مارس القادم، ستاندارد آند بوز أيضا تنوي إجراء تعديل سلبي في التصنيف الائتماني لإسبانيا، والمفوضية الأوروبية تعلن عن انكماش أوروبي يبلغ 1.9% للمرة الأولى منذ الاتحاد. ومما يدعم قوة الدولار هو حصول بنك أوف أمريكا على قرض إضافي من الخزينة الأمريكية بقيمة 20 مليار دولار لدعم ما قيمته 118 مليار من أصوله يعيد بذلك الثقة قليلا للقطاع المالي، وامتدادا للتحليل الأسبوعي السابق ووفقا لهذه المعطيات يستهدف الزوج مستوى 1.2327 عندها قد تهدأ عمليات البيع على اليورو مؤقتا انتظارا لتقرير مبيعات المنازل ومؤشرات تصاريح البناء.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي - فاصل يومي

GBP/USD:

أسبوع أسود مني به الجنيه الإسترليني يدفع به إلى مستويات 1.3619 وهي الأدنى تاريخيا بعد تجاوزه 1.3676 التي سجلها عام 2001م، عقب إعلان خطة إنقاذ ثانية للبنوك من الخزينة البريطانية تزيد حصتها في بنك أوف سكوتلاند بقيمة خمسة مليارات جنيه لدعم عمليات الإقراض بين البنوك ولم تفلح في دعم الجنيه والسبب أن رويال بانك أوف سكوتلاند أعلن عن خسارة بقيمة 28 مليار جنيه وهي أكبر خسارة تشهدها شركة بريطانية على الإطلاق، ومن جهة أخرى تعلن المفوضية الأوروبية عن انكماش متوقع للاقتصاد البريطاني خلال 2009م يصل إلى 2.8% إضافة إلى العديد من البيانات السلبية، والدولار الأمريكي يستغل هذه السلبية في الصعود على حساب الجنيه بشكل حاد ويقوده إلى منطقة تداول جديدة عالية المخاطر.

ومن المتوقع فنيا على المدى الأسبوعي أن يتم التداول بين 1.3619 و1.5371 يرجح ذلك ارتفاع العقود الآجلة في سوق الأسهم البريطانية (FTSE 100) مما يخفف من تشاؤم المستثمرين تجاه القطاع المالي في بريطانيا، وتظل هذه التوقعات مرهونة بما سيسفر عنه بنك إنجلترا بخصوص مدى إمكانية تخفيض سعر الفائدة إلى 1.5% نهاية الأسبوع.

الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الامريكي - فاصل شهري

JPY/USD:

نهاية عادلة لتداولات هذا الزوج خلال الأسبوع الماضي بدأت بضعف للدولار أمام الين وانتهت بتقليص لمعظم الخسائر والسبب الرئيس لذلك هو أن كلتا العمليتين تستفيدان من هبوط أسواق الأسهم وكلاهما قلق من تفاقم خسائر البنوك خلال الأشهر القليلة القادمة لكن الكفة على الأرجح ليست لصالح الين بعد صدور تقرير المفوضية الأوروبية الذي أشار إلى انكماش متوقع للاقتصاد الياباني بحدود 2.4% خلال 2009م في حين ذكرت أن نصيب الاقتصاد الأمريكي من الإنكماش سيبلغ 1.6% لنفس العام، ومن ناحية الحركة السعرية يتوقع أن يشهد هذا الزوج تذبذبات حادة بين 94.10 و87.12 ومن المرجح حدوث انعكاس للاتجاه الهابط لزيادة حجم التداول بشكل ملفت.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني - فاصل يومي

اليورو:

البيانات الاقتصادية التي صدرت الأسبوع الماضي كانت معظمها من نصيب منطقة اليورو كما ونوعا، الين والجنيه ضغطت على اليورو بعد انخفاض الفوتسي 100 ونيكاي والمفوضية الأوروبية تتوقع ارتفاع 1% لأسعار المستهلكين في 2009م في ظل مخاوف من انسحاب بعض الدول من الاتحاد الأوروبي حتى نشاط البناء في أوروبا يتراجع 1.1% وهو الأدنى من ثمانية شهور.

الجنيه الإسترليني:

أعلن جوردن براون عن خطة شراء للأصول المتعثرة من خلال بنك إنجلترا لتشجيع عمليات الإقراض شملت الخطة تأمين الأصول الخطرة والمتعثرة مقابل رسوم تستحق على المصارف وتتحمل البنوك خسارة الأصول إلى حد معين، ومع ذلك لم يتفاعل معها الجنيه لخوف المستثمرين من استمرار مسلسل الخسائر في البنوك البريطانية بعد إعلان نتائجها المالية، على الرغم من أن رئيس الوراء البريطاني قال: قد ندعم القطاع المالي بما قيمته 100 مليار جنيه إسترليني، وعلى صعيد القطاع العقاري ظهر تقرير المساكن لشهر يناير ليكشف عن انخفاض في أسعار المنازل بلغ 1.9% على الرغم من أن التقرير السابق كان منخفضا 2.3%.

في ظل تزعزع الاتحاد الأوروبي تشير توقعات المراقبين بانضمام بريطانيا لاتحاد النقدي مستقبلا ومؤشر أسعار المستهلكين الذي يعتبر مؤشرا مهما جدا لقياس التضخم الرئيس تراجع إلى 0.4% مقارنة بقراءة كانون الأول التي كانت تشير إلى تراجع 0.1% وعليه نتوقع انخفاض التضخم من 4.1% إلى 2.6% ليكون قريبا من 2% هذا قد يؤدي لتخفيض الفائدة ربما ل1% في القريب العاجل ولكن الخوف من تدهور أسعار المستهلكين بسرعة كبيرة تودي بخسائر للشركات قبل أن يتم ما هو مخطط له في محضر اجتماع بنك إنجلترا نهاية الأسبوع لذا من الممكن أن يتم تخفيض الفائدة 50 نقطة أساس لتصل إلى 1.5%، في ظل هذه الأحداث الدراماتيكية للجنيه يمكن أن نصف حالة الجنيه بدولة مترامية الأطراف يتربص بها الأعداء.

الين الياباني:

سلوك دفاعي غريب في تداولات الين بدا واضحا مقابل كل من اليورو والدولار على الرغم من أن توقعات المفوضية الأوروبية لم تكن مناصرة له بل أعلنت عن انخفاض 1.4% لأسعار المستهلكين خلال 2009م وهذا بدوره يدل على أن الطلب على السلع والخدمات سينخفض مما يؤثر سلبا على أرباح الشركات المتوقعة لهذا العام، أضف إلى ذلك انخفاض مؤشر الإنتاج الصناعي المعدل لنوفمبر إلى 8.5% يعطي تأكيداً بأن الشركات تتوقع استمرارية انخفاض طلب المستهلكين، لاسيما أن ثقة المستهلك تراجعت إلى 26.7% في كانون الأول بينما كانت عند مستوى 28.7%.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد