Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/01/2009 G Issue 13267
السبت 27 محرم 1430   العدد  13267
صندوق التوازن.. ترف أم ضرورة!
إستراتيجية ملحة لإيقاف تسرب المستثمرين من سوق الأسهم

 

د. حسن أمين الشقطي

يمر سوق الأسهم حاليا ومنذ قرابة أربعة أشهر بأزمة تراجع شديدة أفقدته ما يزيد على 57% تقريبا من قيمته، بشكل تراجعت معه قيمة رسملة السوق من مستوى 2557.7 مليار ريال في نهاية 2007 إلى حوالي 867 مليار ريال حسب إغلاق الأربعاء الماضي، أي خسر السوق ما يناهز الـ 1690.7 مليار ريال خلال فترة تناهز العام تقريبا.. إنها خسارة هائلة وفرصا ضائعة على الاقتصاد الوطني.. فحتى إذا افترضنا أن هناك تضخما في مؤشرات السوق وأن مثل هذه الفقاعة كان يجب أن تتلاشى، أليس انفجارها بهذا الشكل القاسي يثبط المستثمرين في الداخل ويجعلهم يبحثون عن البديل لسوق الأسهم؟.. ثم أليس الاقتصاد الوطني في حاجة ماسة لكل ريال لكي يستكمل به تنميته وانطلاقته.. حتى مع معرفتنا أن هناك فوائض حكومية متاحة لأداء وإكمال كافة مشاريعه؟

إن النهضة الاقتصادية الحقيقية تستوجب توجيه كافة طاقات وقدرات الاقتصاد لخدمة بنيته التنموية.. لكل ذلك وحفاظا على جاذبية السوق وحفاظا على مستثمريه، هناك حاجة ماسة للبحث عن آلية سريعة وفورية للإبقاء والحفاظ على البقية الباقية من مستثمري السوق.. لقد اتجهت الحكومة العمانية وهي تمتلك سوقا ماليا يكاد يكون الأهدأ والأكثر تماسكا على مستوى منطقة الخليج، اتجهت إلى تبني صندوق للتوازن أو صندوق استثماري لحفظ توازن السوق رغم أن خسائر سوق الأسهم العماني خلال العام الماضي لم تزد على 44% فقط، مقارنة بنحو 57% في السوق السعودي.. رغم كل ذلك، فإن الحكومة العمانية تسعى بجد الآن نحو بناء صندوق حكومي تشارك فيه الحكومة بحوالي 60%، وتشارك فيه صناديقها الحكومية بالنسبة المتبقية.

إن التراجع المتواصل لمؤشر السوق السعودي تزدوج فيه مسببات التصحيح مع مسببات الأزمة العالمية، وإذا كان الجميع يدركون أن الأزمة العالمية قد تستمر طيلة عام 2009، فإن توقعات مزيد من التراجع للسوق تبدو كبيرة، ولكن التساؤل الذي يثير نفسه، إلى أين يمكن أن يتراجع مؤشر السوق أكثر من هذا؟ هل بمقدور المستثمرين تحمل مزيد من الخسائر؟.. فعندما انحدر المؤشر من مستوى 20635 نقطة في فبراير 2006 إلى مستوى 14000 نقطة قامت الدنيا ولم تقعد جراء هذا الكم الرهيب من الخسائر وصرخ الجميع كبارا وصغارا.. ولكن المؤشر الآن عند مستوى 4557 نقطة تقريبا لا نسمع صراخا كبيرا.. ونرى كما لو كانت بيئة السوق هادئة، فماذا حدث؟ هل اعتاد المستثمرون على الخسائر؟ هل أصبح اللون الأحمر لونا طبيعيا لديهم؟ هل أصبحوا لا يهتمون بنزول المؤشر؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد