Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/01/2009 G Issue 13267
السبت 27 محرم 1430   العدد  13267
إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة:
العالم شاهد أبشع أنواع التدمير والقتل والإبادة في غزة

 

مكة المكرمة - واس

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام: إن نداءات خادم الحرمين الشريفين للوحدة والائتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف في قمة الكويت هو نداء الشرع والعقل وهو الواجب والأمل. وأضاف فضيلته قائلا: إن الحرب على غزة لم تكن كسائر الحروب بل كانت خرقا صارخا لكل معاني الإنسانية ومصادرة للقيم والأخلاق؛ مشيرا إلى أن العالم شاهد أبشع أنواع التدمير والقتل والإبادة من ترسانة حربية هائلة وأسلحة محرمة وتدمير جماعي يدك القرى والمدن ويهلك الحرث والنسل ولا يفرق بين المرأة والطفل والمدرسة والمسجد والبيوت والمستشفيات.

وأكد فضيلته إنها حرب مجنونه تبرأت منها كل معاني الرحمة والعقل، لافتا النظر إلى أن الجميع رأى ما تقشعر منه الأبدان من آثار القتل والعدوان موضحا أن ذلك كله على شعب أعزل ومحبوس ومحاصر والنتيجة دمار هائل وآلاف القتلى والجرحى، وكل ذلك تحت سمع العالم وبصره وفي حادثة أحرجت المنظمات الدولية وأسقطت الأقنعة وكشفت زيف الشعارات.

وبين أن الدماء والأشلاء والنفوس والأرواح لها ثمن يجب ألا يضيع، وأن التضحيات الجسيمة التي قدمتها وتقدمها غزة لم تكن بدون ثمن، ويجب ألا تذهب هدرا؛ مشيرا إلى أن الموقف اليوم هو موقف قطاف واستثمار ومحاسبة وليس موقف بكاء وتلاوم.

وقال فضيلة إمام وخطيب الحرم المكي الشريف: إنه بالرغم من كل هذه الجراحات فإن في كل ما أجراه الله وقدره حكما ودروس وعظات وإخفاقات ونجاحات وإيقاظ للمسلمين ووعي بحقائق يجب أن يكون للمسلمين وعي بها؛ موضحا أن من هذه الحقائق أن الإيمان أقوى من كل البشر وأن الميزان ليس بكثرة العدد وقوة العدد.

وأشار إلى أن شعب غزة كان شعبا أعزل ومحاصرا وظل مدة طويلة يتعرض لأقصى العقوبات الاقتصادية والحصار الخانق حتى في رغيف الخبز، فاستطاع أن يصمد أمام جيش مدجج بأحدث ما وصلت إليه آلة الحرب من تكنولوجيا القتل والتدمير مع تجاوز أخلاقيات الحروب، ومع ذلك ينتصر الإيمان ويعجز الباغي عن تحقيق الأهداف ويتقهقر الغاصبون مؤكدا أن آلة الحرب لا تصمد أمام قوة الإيمان وأنه لا يمكن هزيمة الشعوب، ولقد تجلت في غزة مظاهر النصر والعزة من الصبر والثبات وهما صفات الأنبياء وأتباع الرسل الأصفياء.

وأفاد أنه منذ احتلال فلسطين ومذابح دير ياسين والمرابطون في أكناف بيت المقدس صابرون صامدون مشيرا إلى أنه في هذه الأحداث تم إعلان هوية الأمة حين يستنصر بالله ويقاتل باسم الله ويلفظ الشهيد أنفاسه بتوحيد الله ويصرخ الجميع حسبنا الله.

وقال فضيلته: إن أحداث غزة كشفت ما كان مكنونا في الصدور من تلاحم المسلمين وترابطهم لنصرة إخوانهم وقد وصلت الشعوب المسلمة إلى مرحلة من الوعي والإدراك ويجب أن تتعاطى معه بقدر من المسؤولية، وأن من المبشرات أن تعي الأمة وتدرك حقيقة ما يجري وما يدبر لها من مؤامرات موضحا فضيلته بأن نداء خادم الحرمين الشريفين بالوحدة والائتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف هو نداء الشرع والعقل وهو الواجب والأمل فقد تحققت بحمد الله انتصارات ونجاحات فيجب ألا تغيب في مشهد الألم والجراحات وهزيمة عدو وانتصار مظلوم وتلاحم وتناصر ومقاومة وصمود تثبت أن الأمة قادرة وأن لديها من ضمانات العزة والمنعة ما يحقق آمالها ويكشف آلامها.

وكشف فضيلته أن الحضارة الغربية قدمت إسرائيل على أنها أنموذج ومثال على الحرية والديموقراطية التي يجب نشرها في الشرق الأوسط وها هو العالم اليوم يرى سقوط مثال الحضارة الغربية فلا عدل ولا رحمة ولا حقوق إنسانية ولا احترام لقرارات وقوانين ولا وفاء لعهود أو مواثيق، بل قدمت أبشع صورة لما يمكن أن يكون عليه الإنسان حين يتجرد من العدل والرحمة.

وقال فضيلته: فليعلم الغرب أن في رجالنا جندا وفي قرآننا وعد ولم تمت أمة الإسلام ولم تعقم، وأن المستقبل مفتوح لكل مفاجأة منوها فضيلته بما خلص إليه قادة الأمة في قمة الكويت مما ابتدأه خادم الحرمين الشريفين ودعا إليه من تناسي الخلاف وتجاوزه والإعداد لمرحلة جديدة بالتعامل مع القضايا والمصارحة والكرم في العطاء.

وأكد فضيلته أن شعور الأمة حكاما ومحكومين بواجب التغيير والتغير وطي صفحة طويلة من التاريخ مدارها الأسى ومضمونها الضعف والتقصير هو واجب ديني وفريضة شرعية لا يجوز أن تبقى على وضعها الراهن، فكيف وهي الأمة الكريمة التي أرادها الله أن تكون متبوعة لا تابعة وعزيزة لا ذليلة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد