Al Jazirah NewsPaper Sunday  25/01/2009 G Issue 13268
الأحد 28 محرم 1430   العدد  13268
أفق
لغتنا العربية تنتهك في مؤتمراتنا المحلية
سلطان بن محمد المالك

 

مع تزايد الاهتمام بصناعة المؤتمرات والندوات من قبل العديد من منشآت القطاع العام والخاص التي تعقد في مملكتنا الحبيبة، إلا أن هناك ملاحظة مهمة جداً بدأت تظهر وبشكل جلي يلحظها كل من يشارك بحضور بعض المؤتمرات والندوات، وخصوصاً تلك المرتبطة ببيئة الأعمال والاقتصاد، وهي إغفال وتجاهل استخدام اللغة العربية (لغة القرآن الكريم) في الكلمات الافتتاحية والعروض المرئية واستبدالها باللغة الإنجليزية. والمزعج أن من يقوم بذلك هم من أبناء الوطن، وفي ذلك التصرف (تنكر) للغتنا العربية التي يسعى العديد من غير المتحدثين بها إلى تعلمها.

ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع، هو غيرتي على لغتي العربية التي أعتز بها، وملاحظتي تلك من خلال حضوري للعديد من المؤتمرات المحلية، ولعل أقربها ما شاهدته وسمعته شخصياً في أحد المؤتمرات الذي عقد مؤخراً في المملكة، ولكي أكون أكثر وضوحاً في مؤتمر المدن الذكية الذي عقد في منطقة مكة المكرمة الأسبوع الماضي ونجح نجاحاً كبيراً من حيث الإعداد والتنظيم. وحدث في هذا المؤتمر أن وجهت الدعوة لبعض المتحدثين الأجانب للمشاركة في تقديم أوراق عمل لإثراء تجاربهم وخبراتهم في موضوع المؤتمر، ولكن المفاجئ أن يتقدم أحد أبناء الوطن ليقدم عرضاً مرئياً باللغة الإنجليزية ويطلب من جموع الحاضرين الذي تجاوز عددهم 400 شخص ممن يتحدثون اللغة العربية مع وجود العشرات من الأجانب غير المتحدثين باللغة الغربية، السماح له وتقديراً للضيوف الأجانب الذين حضروا للمملكة أن يقدم عرضه باللغة الإنجليزية!! ما حدث كان غريباً ومفاجئاً لي وللحضور، فهل التقدير والاحترام هو للأجنبي وإغفال الحضور الآخرين، على الرغم من أنه قد تم توفير ترجمة فورية للمتحدثين بغير العربية؟.

في تصوري، أن حضور خبراء ومتحدثين أجانب للمؤتمرات وإلقاءهم المحاضرات أو مشاركتهم في الحضور فقط، يجب أن لا يكون مبرراً لأن نتجاهل لغتنا العربية ونستبدلها باللغة الإنجليزية، بل يجب علينا أن نعتز بلغتنا العربية ونجعلها هي الأساس وأن نوفر ترجمة فورية للأجانب، وهي المعمول به في الكثير من المحافل والاجتماعات الدولية الرسمية، بل يجب أن نحرص على أن ندرب كبار مسؤولينا في القطاع العام والخاص على أهمية إتقان لغتنا العربية والتحدث بها في كل مشاركتهم وبالخصوص في المؤتمرات التي تعقد داخل وطننا الغالي.



Fax2325320@ yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد