Al Jazirah NewsPaper Sunday  25/01/2009 G Issue 13268
الأحد 28 محرم 1430   العدد  13268
هذرلوجيا
اهلا أوباما
سليمان الفليح

 

يقال : إن الثورة يفكر فيها العقلاء ويقوم بها الشجعان ويجني ثمارها السياسيون، ويقال: إن الثورة تعمل دائماً في السرّ والخفاء تحت الأرض ولا أحد يعرف رجالها ومقاتليها لأن ذلك إعدام لها، والدليل على ذلك أننا لم نسمع قط أن كاسترو كان يقاتل مع لولومبا في الكونغو الإفريقية إلا قبل عدة أيام حينما تناولت الجزيرة الوثائقية هذا السرّ التاريخي وأظهرت صوراً تجمع بين الزعيمين الإفريقي والكوبي بالطبع يحدث هذا بالنسبة لمن يعملون من أجل تحرير الوطن لا من أجل التباهي والفشخرة وتسليط الضوء كما كانت تفعل (حماس) إذ إن العالم بأسره أخذ يعرف كل رموزها القيادية لكثر ما يطلون من شاشات التلفاز الأمر الذي جعل إسرائيل تعرفهم واحداً واحداً وتصفيهم واحداً واحداً. ليبقى إسماعيل هنية وحده في الواجهة يأمر وينهى ويتحول إلى رئيس دولة اسمها دولة (غزة) التي جرّ عليها أبشع حرب في بداية القرن الحادي والعشرين التي راح ضحيتها ما لا يقل عن (1350) ضحية فلسطينية مقابل (19) قتيلا إسرائيليا (!!)، وهنية الذي يأتمر بأمر إيران لم تطلق إيران مساندة له ولو

صاروخا واحدا من صواريخها التي طالما هدد بها محمود أحمد نجاد ولم تأمر إيران حزب الله بأن يُشغل جبهته تخفيفاً عن جبهة غزة!! وفوق هذا وذاك وحينما انتهت الحرب ها هو نجاد يطالب خادم الحرمين الشريفين بإعلان الجهاد (!!) فأي كذب على الذقون هذا؟!

في الوقت الذي يقف فيه خادم الحرمين -حفظه الله- وقفته التاريخية المشرقة ويهدد (ضمناً) بأن (مبادرته) للسلام لن تبقى طويلاً على الطاولة.. أي أن على الإسرائيليين قبولها وتنفيذها وإلا ستعود القضية الفلسطينية برمتها إلى بداياتها الأولى هذا من جهة ومن جهة أخرى ها أن خادم الحرمين يقرن الفعل السياسي بالفعل المادي بدعم شعب غزة ليُخرس كل المزايدين على القضية الفلسطينية، وهذان الموقفان هما اللذان جعلا الرئيس الأمريكي الجديد أوباما يتصل فوراً بمحمود عباس كأول زعيم يجري معه مكالمة منذ تسنمه الحكم بعد رحيل عصابة بوش ليلحق ذلك بتصريح يقول فيه: إنه يسعى لتحقيق المبادرة العربية وكذلك فعل مثله رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت الذي قال بالحرف الواحد (حانت ساعة الحقيقة. وأقول للملك عبدالله إنني مستعد لقبول مبادرة السلام والتفاوض على أساس القرارين (242 و 338). إذن وبما أن أوباما يستهل عهده ب (نية) التعاون لحل القضية الفلسطينية -سلماً- فلم لا نستغل هذا العهد الأمريكي الجديد؟!

أما الذين يتشدقون بمقولة (ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة) فعليهم أن ينتظروا حتى نُصبح أقوياء أو بالأحرى حتى تزول تلقائياً عن الوجود أمريكا لتزول بعد ذلك إسرائيل(!!) وتعود فلسطين!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد