Al Jazirah NewsPaper Tuesday  27/01/2009 G Issue 13270
الثلاثاء 1 صفر 1430   العدد  13270
ممر
صناعة السينما السعودية
ناصر صالح الصرامي

 

قد لا نكون متفائلين بوجود صناعة سينمائية سعودية؟ حيث لا وجود لهوية أو لروح السينما في بلادنا.

إلا أن خطوة الألف ميل من جهة بدأت، حيث نشهد بداية (الموجة الشبابية للسينما السعودية)؛ إذ أنتجت أفلام قصيرة بلغ عددها خمسين فيلماً في العام 2007 ونحو سبعين فيلماً أُنتجت في العام الفائت، غالبيتها وثائقية مع وجود بعض الروائية القصيرة، لكن تطغى عليها الفردية والتمويل الذاتي، هذا بخلاف الجهد الإنتاجي الخلاق على الإنترنت.

طبعا، لا توجد للأسف دور رسمية للعرض السينمائي في المملكة، ولكن توجد أكثر من 20 محطة فضائية تبث أفلاماً، كما تتوافر سوق ضخمة لشرائط الفيديو والدي في دي ومواقع إنترنت تتيح أفلاماً بكل اللغات.

وجود صناعة سينمائية سعودية مؤثرة حلم جميل، إلا أن العوائق كثيرة، حيث قيمة وأهمية الفن ودوره غائب، ولا يوجد توجه حكومي معلن وواضح لدعم هذا الفن.

وهنا من المهم أن نتذكر الدور السيادي للمملكة في مجال الإعلام المقروء والمرئي، وكيف أصبح الإعلام السعودي قوياً ونافذاً إلى العالم.

لنتصور لو أنه تم قبول اجتهاد تحريم التلفزيون، أو معارضة قيام مؤسسات نشر كبرى تطبع وتوزع في أكثر من بلد ولا تخضع لنظام المطبوعات، أو تم الرضوخ للتحذيرات والهجوم الكبير الذي يصب الغضب واللعنات على الإعلام الفضائي في بدايته وإلى الآن؟، لو حدث أن الدولة لم تفرض رؤيتها المستقبلية بحزم؟، (لو) حدث ذلك، فهل سيكون تأثيرنا المحلي والخارجي وحضورنا أحسن حالاً من إعلام أفغانستان مثلا؟.

المملكة ومع تطور ونمو المؤسسات الإعلامية والثقافية لم تمنح السينما الاهتمام المناسب، مع أنها صناعة يصعب حجبها أو تجاهلها، كما دورها في صناعة الصور الذهنية، والتأثير وتوجيه القيم.

والحال يجعلنا نتساءل: كيف يختفي الدعم الحكومي للحركة السينمائية السعودية الشابة؟ فيما هم يشاركون فردياً في مسابقات ومهرجات إقليمية وعربية، إضافة إلى محاولات التجمع المحلية؟

ثم من يتولى بناء ورعاية الجيل المتطلع إلى المزيد من التأهيل السينمائي، في ظل غياب التخصص من الجامعات ومعاهد التدريب، وعدم شموله في برنامج الابتعاث الحكومي؟

أشير إلى إحصائية تفيد بأن 3.5% من سكان الهند فقط يشاهدون الأفلام الأمريكية، والهند هي الدولة (الوحيدة في العالم) التي تتفوق على الولايات المتحدة في إنتاج الأفلام، وصناعتها السينمائية المحلية أغنت المواطن البسيط عن متابعة الأفلام الأجنبية.

أيضا، متابعة الأفلام الأمريكية في اليابان والصين وفرنسا لا تزيد على 25%، فيما يتابع أكثر من 90% من المواطنين في إفريقيا وكوريا الشمالية ودول الخليج الأفلام الأمريكية.

إلى لقاء..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد