Al Jazirah NewsPaper Tuesday  27/01/2009 G Issue 13270
الثلاثاء 1 صفر 1430   العدد  13270
لما هو آت
إلى أين...؟
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

شريط الأنباء في الشاشة يركض.. تلاحقه عيون تتحرق من لسع المضمون، قتل وتفجير واعتداء واختلاف واقتتال وانسحاب واستعمار وغلو وخسارات كلها خيبات تجلد فرحة النفوس اليافعة, وتلجم خبرة العقول الناضجة.. وتلف الطفولة بثياب الذعر والترقب.. فكل بقاع الأرض مشتعلة.. وكل أداة إفناء مبتكرة.. وأموال الدول تذهب للتجييش بينما تتعالى دعاوي السلام... والعبء ثقيل في كل أنحاء المعمورة لأن شر النفوس طافح حتى آخر قطرة في دماء الغضب.. متبركن في جينات النوايا..

كيف للحالمين من المبدعين والمفكرين أن يصوغوا أحلام السلام أو ينبضوا بمشاعر الفرح أو ينقلوا للصدور الخائفة بذور الاطمئنان..؟

لا أظن أن وقتا مرت به الكرة الأرضية وهي تصطلي بمثل هذا الوقت على ما هي عليه سجية البشر وطبيعة المجتمعات في صراعاتها الأزلية من أجل البقاء..

لكن البقاء على فناء هو عين الحماقة والجهل والخواء..

أين المُثُل التي يدَّعيها المنظِّرون لساسات الحق والعدل والسلام والأمان والباحثون عن أدوية تبلسم أسقام النفوس قبل الأجساد؟ وجسد الأرض منثورة في تلافيف ثراه ألغام الموت, ومرسومة عليه خارطة الفناء..؟

شريط الأخبار في كل ليلة ويوم ينذر بكوارث الأرض ليست الطبيعية وإنما التي يعمل عليها إنسان الأرض..

ليبقى للمدن الجميلة والذكية والطموحة أن تمزج كينونتها بحذر تلاشيها..

وكما تنضح السعادة على وجه الإنسان حين فرح وبهجة فإن المدن أيضا تتبسم وضيئة بمعالم البناء فيها..

لكن الإنسان القاتل المحارب الغاضب الطامع المكابر حتما سيهوي بها أنقاضا ذات تدمير...

الأمر الوحيد الذي يجمع البشرية في أصقاع العالم ليس السلام أبدا..

فتابعوا شريط الأخبار في الفضائيات تتفكرون كثيرا في إجابة سؤال كبير: إلى أين سيؤول حزن البشر..؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد