Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/02/2009 G Issue 13275
الأحد 06 صفر 1430   العدد  13275
الأمة... تحيا
خالد عبدالعزيز الحمادا

 

رغم تألمنا بهذه الأزمات التي تعصف بنا ورغم حزننا الشديد على ما يحاك لإخواننا في غزة من قتل وهدم وتشريد وتجويع إلا أن غزة الصامدة ضربت بدماء شهدائها وصمود وصبر أهلها ضربة قوية على جسد هذه الأمة السادرة في غفلتها وأيقظتها وحركت فيها النخوة والحمية وجعلتها تنتفض وتحيا وتقدم يد العون والمساعدة بما تستطيع فمنهم من ساعد بالمال ومنهم من ساعد بالإعلام وإيصال الحقيقة وكشف الإجرام وفضح جور وظلم الصهاينة على البسطاء الضعفاء في غزة عن طريق الخبر والصور ومنهم من عقد اللقاءات والاجتماعات ومنهم من طالب في هيئة الأمم لاستصدار قرار ملزم لإسرائيل بوقف عدوانها ومحاكمتها على إجرامها، ومنهم من احتشد في مظاهرات سلمية يجوب شوارع المدن ويقف أمام السفارات لوقف هذا العدوان ونصرة هؤلاء الضعفاء، كلٌّ ساهم بما يستطيع.. وكلُّ هذه الأمور رغم أنها لا توقف المجرم ولا تثنيه عن إجرامه إلا أنها تسجل لصالح الأمة، وأنها بداية يقظة وانفضاح انكشاف مجرم استمر عداؤه وزاد ظلمه وإجرامه وإحرامه أمام العالم الذي طالما تزيَّن أمامهم بأنه مسالم وأنه مظلوم وأنه يحمي نفسه ويدافع عن مدنييه الذين تحرقهم ليل نهار صواريخ وقذائف الإرهاب.. غزة البقعة الصغيرة المحتشدة في السكان التي تحولت بقصف الأعداء الظالمين إلى أشلاء من القتلى وبرك من الدم، كشفت الصهاينة وصوتت للقضية وحركت غيرة أصحاب الحق والعدل في سائر دول العالم، فرأينا المظاهرات في الدول الأوروبية وهم يطالبون بردع إسرائيل وإيقاف إجرامها فلم تعد تنطلي عليهم تضليلات وأباطيل اليهود بأنهم أمة مظلومة من قبل الفصائل في فلسطين، وأيضاً غزة الصامدة وحدت الصف وجمعت الكلمة وصرخت بالأمة العربية والإسلامية بأن تنسى خلافاتها وتزيل العوائق والحواجز التي وضعها العدو لإضعافها وأن تنهض للنصرة وتقديم العون.. وأنا حقيقة رغم شدة الألم وضخامة الجرح إلا أنني متفائل بأن هذه الأزمة فيها خير بأن نعيد ترتيباتنا وأن نراجع أنفسنا وأن نعيد هيكلة خططنا وتنظيماتنا وأن نحاول أن ندافع عن أنفسنا بما نستطيع عن طريق التكتل الإسلامي والعربي وتوحيد الكلمة والبعد عن المزايدات والمناوشات الكلامية وجر القضية لتحقيق مكاسب ومصالح ذاتية، وأيضاً أن نصدر صوتاً قوياً يهزّ جنبات الهيئات والمنظمات الدولية، لأننا على المستوى الإسلامي والعربي عددنا كثير ودولنا كثيرة في مجلس الأمن ولا أدري ما سبب ضعف صوتنا وضعف المطالبة في قضاينا وحشد التصويت على قرار لصالحنا أثناء انعقاد الجلسات؟.. فهل يا ترى اختلافنا وتنافرنا هو الذي أضعف صوتنا في هيئة الأمم؟.. يبدو ذلك فلابد إذاً من التكتل الإسلامي والعربي وعقد اللقاءات والاجتماعات المتواصلة لإزالة الشوائب والعوائق وتوحيد الرؤية وتركيز الهدف وتحسين العلاقات والتعاون الاقتصادي والسياسي مع الدول التي لها ثقل عالمي واقتصادي وسياسي حتى نستطيع أن نلجم اليهود الذين يُسندون ويلقون حماية ورعاية من أمريكا والدول الأوروبية.



alhamada1427@hotmial.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد