قد روعني مقال قرأته كتبته أ. مها السنان في عدد رقم 268 يوم الاثنين 26 محرم 1430هـ بعنوان (هل صدق أحمد أم صدق صديق؟) في الملحق الثقافي من جريدة الجزيرة وفي البداية تطرقت السنان إلى مقال ناري ضد التشكيليات أثار ثائرتنا نحن صديقات الريشة هاجم به الزميل أحمد فلمبان زميلاته في المجال وقد عمم حديثه على الجميع وقد كان لي حديث معه بهذا الخصوص في إحدى الندوات التي أقيمت بالرياض، وقالت بدورها بأن الأخ صديق واصل كرر هذا التهكم ضد التشكيليات مؤخراً في جريدة عكاظ ولكن كان تهكماً أقل من تهكم فلمبان وظننت في البداية بعد هذه المقدمة في السنان أنني سأقرأ ما يسر علمياً ونقدياً عن زميلاتها في المجال بحكم أنها أصدرت كتب تناول أحدها المرأة السعودية في مجال الفنون التشكيلية ولكن قد صعقت بفولت أعلى من 240 ألف وات عندما قرأت عبارتها الآتية:
(لا أتفق بالتأكيد تماماً مع ما قالاه ولكن بدأت تراودني وللأسف الشكوك حول المرأة السعودية الممارسة للفنون البصرية، بالطبع سوف أستثني عدداً منهن دون ذكر الأسماء، لنكن عادلين، ولكن نسبة ليست بالقليلة منهن إما أنها لا تزال تحاولن أو أنها مقلدة أو أنها تمارس الفن من فراغ فكري بحيث يظهر عملها الفني كأنه قشرة موز، لا تُؤكل وربما تسبب حوادث).
لا أدري ما هي الشكوك التي راودت الأخت حول المرأة السعودية الممارسة للفنون البصرية على حد قولها وما ذكرته الكاتبة من آراء هي آراء شخصية ولا تستند على تحليل علمي نقدي بل إن المقالات التي أقرأ أغلبها وليس جميعها عن الفنون هي مقالات تهاجم أو تجامل ولا ترتقي إلى التحليل العلمي المنطقي للفنون التشكيلية ويفترض من الأستاذة التقويم ولفت انتباه من هن مبتدئات في المجال وتوجيه أعمالهن إلى المسار الصحيح فلكل مجتهد نصيب ولا يولد أحد وفي فمه ملعقة عبقرية وأتذكر أحد مدرساتي في المجال عندما قالت: الفنان ليس آلة أو عدسة كاميرا الفنان هو الصدق والتعبير وجودة الأداء تأتي بعد تراكمات خبرة طويلة في المجال والممارسة، ولا أدري عن العدد المحدود اللاتي استثنتهن الأخت من انتقدها اللاذع لزميلاتها.
وفي فقرة أخرى من مقال الأستاذة ذكرت ما يلي:
وتستغل فئة منهن تلك الهالة التي تحيط بغموض المرأة السعودية والرغبة الجامحة في رؤيتها بلا غطاء للوجه أو بلا حجاب! فتظهر في المقابلات والمناسبات أكثر مما تمارس العمل الفني بحد ذاته، كما تستغل فئة أخرى الإحساس بالذنب لدى الرجل في هضمه لحقوق المرأة عقوداً طويلة محاولاته التعويض. كما أضافت السنان بقولها: (وعلى النقيض كما أسلفت هناك تلك الفئة التي لا تكتفي بدعم (ذكرها) إن صح لنا التعبير بل يدعمها كل ذكور المجتمع لأنها هي الموجودة).
ربما عباراتك عدت جزافاً على من يراقب ما يكتب وتأكدي أن ما يكتب يقرأه العامة من الناس وزملاء وزميلات لنا من جميع بلدان الوطن العربي فهل هذه هي الصورة التي ننقلها عن أخواتنا في المهنة؟ ولم أستطع بصراحة متابعة ما تحاولين الوصول إليه في مقالك فأنت تتهمين به الزميلات تارة أخلاقياً وتارة تشككين في إنتاجهم الفني وتارة تدخل في مقالك مقارنة عدد طباخين المطاعم والفنادق (الشيف) مع عدد ربات البيوت وصرت أشك بصراحة في كفاءة نظارتي التي لا أستطيع القراءة بدونها هل أنا أتابع زاوية مكتوبة في صفحة (تشكيل) أم قضية إرهابية شائكة بدون روابط في الصفحة السياسة، الفنان أعتقد لديه ما يكفي وجديرة هي المواضيع التي تحيطه في معناة العالم حالياً والفن رسالة سامية محترمة وما كتبتي عنه بوضعك صورة للزميلات على هذا النحو ليس قريب أو بعيد من شخصية الزميلات وليس من حق أحد التدخل في أمره حتى لو كان واقعاً فما ذكرتيه شيء شخصي ولا أدري كيف ينشر في زاوية بجريدة مرموقة تعودنا من خلال صفحاتها الفنية أن نتطلع على جديد الفن ونتعرف من خلالها على الزملاء والزميلات وتذكري هذه المقولة: (لا تذكر عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن) وأوجه قولي هذا للمسؤولين إعلامياً على متابعة ما يكتب من قبل أناس يفترض أن يحترمون مجالهم ويفترض بحكم تخصصهم العلمي والكتابي أن يستفيد من خلال كتابتهم المجتمع وخصوصاً أننا في بداية خطوات النهوض والارتقاء بهذا الجانب الذي يعكس ثقافة ورقي وطننا الغالي ولا نسمح بأن تشوه ألوانه المشرقة بأحبار سوداء تعكس صورة غير حضارية أو حقيقة عن مجتمعنا أو مبدعينا في هذا الخصوص.
هدى بنت جودة العمر
فنانة وكاتبة تشكيلية