Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/02/2009 G Issue 13275
الأحد 06 صفر 1430   العدد  13275
يخلص المال وينكشف الحال
خالد الدلاك

 

أذكر أنه في قريب من الزمان كان هناك تنافس حاد بين الهلال والاتحاد على ضم اللاعب المعتزل والنجم الخلوق حمزة إدريس لصفوف فريقهما وكان يقود مفاوضات الهلال آنذاك عضو شرفه الأمير نواف بن محمد فيما كان على الجانب الاتحادي الآخر الأستاذ منصور البلوي.. وفيما كانت أمور التفاوض إدارياً مع إدارة ناديه الأصلي أحد تسير لصالح الهلال.. فوجئ الأمير نواف باتصال هاتفي مؤدب وغير مستغرب من اللاعب نفسه يؤكد فيها رغبته الانتقال واللعب لفريق العميد بسبب أن مدينة جدة قريبة من أهله في المدينة ويرى فيها راحة باله واستقراره.. وانسحب الهلاليون مباشرة من المفاوضات واحترموا رغبة اللاعب وقدروها وباركوا للاتحاديين تلك الصفقة الناجحة والبالغة أيام الرخص وعصر ما قبل الاحتراف مليونين ونصف مليون ريال.. وبعيد عن صياح ونياح الفضاء وأعمدة الصحف ومواقع الإنترنت هذه الأيام.. فإن احترام رغبة اللاعب يجب أن يكون لها الأولوية ولابد أن تضع في عين الاعتبار عند إدارة ناديه في المقام الأول وعند النادي المفاوض غير المرغوب فيه من قبل اللاعب ثانياً.. وأنا أعتقد بل وأجزم أن منسوبي ومسؤولي أي ناد حريصون على كرامتهم ولديهم نخوة وشهامة سيبادلون اللاعب ومهما كانت نجوميته ومستواه نفس الرغبة ونفس الشعور فمن يعلنها على رؤوس الأشهاد جدير بتركه ونسيانه (ومن عافنا عفناه لو كان غالي).. وحتى لو نجحت الضغوط الإدارية أو كانت لغة المال هي الفيصل في إتمام الصفقة وحرمان اللاعب من رغبته فإن الفشل نهايتها والخسارة مصيرها.. فالراحة النفسية والاجتماعية للاعب مهمة جداً لتقديم العطاء الأمثل والجهد الأميز.. لأنه على سبيل المثال لو حدث وأجبر حمزة إدريس على الهلال فلن يسطر هذا التاريخ الحافل من الإنجازات والبطولات التي حققها مع الاتحاد.. مثله مثل القناص ياسر القحطاني الذي عندما تحققت رغبته باللعب للهلال تطور مستواه وزادت نجوميته بريقاً ولمعاناً إلى أن وصل لقيادة منتخب المملكة الأول.. وحتى الصفقات الخاطفة التي يغلفها الجشع والطمع المادي وتبرم من خلف الكواليس وتسلم مبالغها من تحت الطاولة فإن إيجابيتها قليلة ونفعها ضعيف وعندما يخلص المال ينكشف الحال ولا يبقى الوضع كما هو عليه.. لأنه ليس هناك في المقام الأول قبول وتناغم وانسجام وهي الأمور التي تحقق النجاح وتضمن الإبداع وتجلب الفائدة المرجوة من كل صفقة أو انتقال.

باختصار

* بعد الشد والجذب الذي طال مسألة انتقال عيسى المحياني للهلال ثبت بما لا يدعو للشك أن طلعت تونسي وعبدالله خوقير هما من يأمر وينهى في الوحدة وتركا للبقية الفضاء الواسع للتحدث فيه.

* تمنيت أن لا تصل الأمور في هذه المسألة إلى الاستنجاد بشيخ جليل ووقور مثل الدكتور محمد عبده يماني الذي تدخل بحكمة لحفظ ماء الوجه الوحدواي وكذلك حفظ حقوقه.

* من حق إدارة الوحدة أن تحافظ على حقوق النادي ولكنها عندما رأت نفسها عاجزة عن ذلك بسبب رغبة اللاعب كان من المفروض ألا تعاند وتدخل النادي في خسائر مادية واللاعب في متاهات نفسية وفنية.

* تصوروا أن لدى نجم الهلال والمنتخب أحمد الفريدي خمسة كروت صفراء حتى الآن والموسم لم ينته ولم يلعب أيضاً نصف مبارياته.

* من يلعب مع الأهلي أو الاتحاد في ستاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة يواجه إداريوه وجمهوره وفريقه مضايقات ومواقف تهدف التأثير على الخصم والحد من فرص فوزه واسألوا الهلال والنصر.

* أليس من حق اللاعب أن يختار الأفضل لحاضره ومستقبله.. هناك نجوم في أندية حولوا إخوانهم وأقاربهم لأندية أخرى منافسة رغبة في تأمين مستقبلهم وراحتهم النفسية.

* تشاهد رئيس النادي تعجب (بكشخته).. تسمع كلامه فضائياً وتتابع أفعاله في ناديه ينتهي هذا الإعجاب.

* نتمنى أن تشكل لجنة مراقبة مالية محايدة من رعاية الشباب لمراقبة مصروفات الأندية التي تدور حولها الشكوك والشبهات.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد