Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/02/2009 G Issue 13275
الأحد 06 صفر 1430   العدد  13275
الأقربون أولى بالعداوة!!
يوسف بن محمد العتيق

 

تأملوا الكثير من الخلافات التي تنشأ عند صدور كتاب أو دراسة عن شخصية كبيرة وأعقب أبناء وأحفاد أو أكتاب عن أسرة أو قبيلة، بل وحتى بعض البلدان التي يصدرها عنها هذا الكتاب تجد أن النسبة الكبرى من منتقدي هذا العمل هم ممن يمتُّون بصلة إلى هذا المؤلف بشكل أو بآخر.

مع أن نقد الكتاب والعمل حق مشروع (بل مطلوب) لكن هناك نوعاً من النقد نجد رائحته، ولا نستطيع لمسه ونحسه أو نرى قراءته ولا نستطيع الوقوف على أدلته هو النقد لأسباب في نفس الناقد.

الحديث في دوافع النقد طويل ومتشعب، لكني وجدت كلمة تراثية أوردها أحد علماء القرن التاسع الهجري عن عالم من متقدمي السلف حيث نقل الحافظ السخاوي في إحدى فتاواه نصاً عن أحد المتقدمين يقول فيها: (إن العداوة في القرابة والحسد في الجيران والمنفعة في الإخوان) كذا قال أو هذا رأيه ومع أني لست أرى هذا النص آية قرآنية أو حديثاً نبوياً لكني أظن قائله يشخِّص الواقع إلى أن الأقربين هم الأولى بالعداوة!!

كذا بدا لي من خلال وصفه للقريب والجار.

بعض الناس حين يتحدث في هذا الموضوع جازماً به يستشهد بنصوص من السيرة النبوية أن بعض من رفض الدخول في الإسلام من قبيلة قريش وقبائل مكة المكرمة كان حسداً أن تكون الرسالة في هذا الفرع القرشي الذي منه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.

وعند النظر في واقعنا التأليفي لاسيما المرتبط بالتراث المحلي نجد أن النقد ممن يمت إلى الكاتب بصلة حاضر لكن الذي لا نستطيع أن نجزم به أن النقد بين الأقارب أو أبناء البلد الواحد هو لأسباب تنافسية غير مقبولة أو حسد، هذا ما يحتاج إلى أدلة وليس إلى قرائن أو توقعات!!

ولا يعني هذا أن نأخذ موقف الشك والريبة والاتهام تجاه أي شخص يناقش قريبه أو ابن بلده وننتقده، بل هناك دراسات علمية تخرج في هذا المجال وحقها التقدير والاهتمام من كل الأطراف كل ما هناك النظر في موضوع يطرح بكثرة شفهياً ويطرح على استحياء ورقياً.

ختاماً أتمنى أن نجد دراسة تبحث في تاريخ النقد في كتب التاريخ والقبائل لتخرج لنا بتصور ينفي هذا الرأي أو يؤكده.

للتواصل-فاكس - 2092858


Tyty88@gawab.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد