Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/02/2009 G Issue 13278
الاربعاء 09 صفر 1430   العدد  13278

الأشرعة
(باب السلام) في مركز الملك فهد الثقافي
ميسون أبو بكر

 

حين زرت مركز الملك فهد الثقافي، أول مرة عند تأسيسه، توقعت أن يكون منارة ثقافية وذا شأن ثقافي كبير لروعة تصميمه وكبر مساحته وتنوع صالاته ومسارحه وقاعات العرض.. ولأن الكتب هي المكان الذي أنشد صحبته أينما ذهبت، لذا كانت لي مكتبة المركز ككنز ثمين زاده جمالا تصميم المكان وترتيب الفهارس والكتب.

لي مع هذا المركز ذكريات حميمة تعزز في نفسي تلك الرابطة الوثيقة ما بيني وبين الثقافة ومناسباتها التي انتعشت في البلاد، والكثير منها أقيم على أرض هذا المركز.. منها احتفال وزارة الثقافة والإعلام باليوم الوطني للمملكة عبر فعاليات ثقافية متعددة افتتحها أدباء ذوو قامة سامقة كانت لهم بصمتهم وحضورهم في المشهد الثقافي عبر سنوات طويلة.. لا أنسى أبداً الشيخ عبدالكريم الجهيمان بسنواته التي تزيد عن التسعين عاما وبذاكرته التي لا زالت تحتفظ بحضور كل الذكريات في حافظتها، وكل ما نقشته الأيام على صفحاتها بحبر لا يكلح أبداً أثناء افتتاح الوزارة لفعاليات اليوم الوطني واستضافته ضيف شرف الافتتاح.

توالت المناسبات، وأصبح المكان مصدر بهجة للنفس التي تتوق للتحليق في جنان المعرفة، وحلقات الفكر وأعراس الثقافة، وقد جمع بين الثقافة والترفيه في مناسبات الأعياد والفعاليات المسرحية والأمسيات الشعرية التي جمعت الناس على مسارحه، وبذلك الحضور المبهج سواء من الجمهور المتابع للفعاليات أو من النخبة التي تقصد فعاليات معينة، صار المكان قريبا رغم بعد المسافة وحاضراً على الدوام.

حضر فيه أيضا باب السلام؛ حيث بدأ الحديث شيقا وحميما عنه، مما أنسانا أنا قصدنا هذا المركز الثقافي الضخم لنحضر حفلا رسميا لنادي الرياض الأدبي الثقافي لتكريم الفائز بكتاب العام معالي الدكتور عبدالوهاب إبراهيم أبوسليمان، حيث نقلتنا الكلمات والذكريات التي تضمنتها أوراق أصحابها إلى جوار الديار المقدسة التي نظل نشرئب بأفئدتنا إليها.

لم يكن الحفل خطابيا بقدر ما طغت عليه روح الحكاية، وسوالف الماضي الجميل واستحضار الذكريات التي نقلها إلينا معالي وزير الثقافة والإعلام إياد مدني ومعالي الشيخ صالح الحميد رئيس مجلس الشورى والدكتور عبدالوهاب أبوسليمان والدكتور المثف سعد البازعي، فذهبت بنا حكاياتهم إلى باب السلام وحلقات الدرس والكتاتيب وملتقى العلماء والمثقفين.

كان الحديث عذبا عانق صهوة الماضي الجميل الذي حضر بهياً متسللاً من صناديق ذاكرتهم إلى المكان الذي اجتمعنا فيه نحتفي بكتاب (باب السلام) الذي أرخ ووثق لحقبة مهمة ولمكتبات انتشرت في مكة المكرمة عند الكعبة الشريفة؛ مما أبهج المناسبة والجائزة في عامها الأول الذي بشر بنجاحها.

لم يكن باب السلام بابا من أبواب مكة المكرمة فحسب، بل كان ملتقى ثقافياً وأدبياً لمن قصد مكتباته التي ضمت أمهات الكتب وأندرها، وكانت مسرحاً للعلماء وطلاب العلم والمناظرات الثقافية.

كان باب السلام بوابة على دنيا الفكر والعلم والمعرفة، إضافة إلى القيمة التاريخية الكبيرة التي يحملها، والذكريات التي بقيت في ذاكرة من قصده؛ إما لطلب المعرفة أو للولوج منه إلى البيت العتيق، ولكل ساكني مكة المكرمة الذين لا يزالون يحملون عبق ماضيه وذكرياته.

لمكتبات باب السلام الفضل الكبير في التقدم العلمي والمعرفي والأدبي، ليس على المستوى المحلي فقط، بل تعدته لكل من قصدها من خارج مكة والحجاز في رحلتي الحج والعمرة أو زيارة البيت العتيق.

لذا ما احتواه الكتاب وما وثقه كان جديرا أن يجمعنا في هذا المكان، وأن تحتفي به جائزة نادي الرياض الأدبي، وأن ينال هذا الحضور ويستحث الذاكرة لتمطر حنينا وشوقا.

***

آخر البحر

من ديواني (أجراس الصمت)

أنثاكِ قالوا... قلتُ نعم ترابها

مهدُ الرسول وبيت ربي مقصدي

لك وهج حرفي يا دروب قوافلي

بمداد شعري قد كتبتك فاسعدي

حفرُ السماء إذا ضللتُ تدلُّني

حتى السراب إذا تبعتُهُ أهتدي

لا أرض بعدك قد أكون وهبتها

ألق الصبا.. إني احترقت لتخلدي

لا العمرُ يرجعُ كيْ أعيدَ صياغتي

قد كانَ موعدُك الغرامَ وموعدي

إنِّي رويتُ من الحنينِ سحابةً

ورجوتُها تبكي بأرضك.. فارتوي

maysoonabubaker@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد