Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/02/2009 G Issue 13279
الخميس 10 صفر 1430   العدد  13279
المنشود
خلف بن هذال..الشاعر الطيب!!
رقية سليمان الهويريني

 

اعتاد الناس على تسمية خلف بن هذال العتيبي شاعر الوطن، وبرغم ميله لهذه التسمية فهو يرى أنه حري بالشعراء جميعا حمل هذا اللقب!

وفي حين يعد الشاعر من العسكريين القدامى حيث تقاعد مؤخرا؛ إلا أن قلبه الطيب يجعله يتفوق على مهنته التي تتطلب الصرامة والحزم! ومن يستمع لشعره العاطفي أثناء شبابه، وشعره إبان حرب تحرير الكويت يرى البون شاسعا! حيث يُعد الشاعر الشعبي خلف بن هذال أهم الأسلحة التي شاركت بجانب طائرات الشبح النفاثة وصواريخ توماهوك! وبعدها أُطلق عليه شاعر الحرب والوطن، بعد أن كان شاعر الحب والشجن!

لمع نجم خلف بن هذال كشاعر حين استطاع تجييش مشاعر أبناء الخليج للدفاع عن بلدانهم أثناء معركة تحرير الكويت، حتى أصبحت قصائده تتردد على ألسنة الجنود في معسكراتهم وخنادقهم التي يسكنها الحماس ويعلوها النضال.

ذكر الشاعر خلف في قصيدته الأخيرة التي ألقاها أمام خادم الحرمين الشريفين إبان حج العام الماضي إتمامه نصف قرن في مسيرته الشعرية، وهو يؤكد أن قصائده في مناسبة الحج ستستمر طالما بقي على قيد الحياة. ونرجو له طول العمر مع العمل الصالح!

وجاءت قصيدته الأخيرة في خمسين بيتا من الشعر كانت متناغمة مع العصر، تَحدّث فيها عن تجربته، وموجز عمره الشعري الذي تلاطمت فيه بحار الشعر مع الحب والحرب والغربة والحنين إلى الوطن واليتم؛ فقد نشأ خلف بن هذال يتيما بعد أن توفي والده وعمره سبع سنوات، وبدأ بعدها رحلة مضنية إلى أن حانت اللحظة الذهبية في حياته عند لقائه الملك عبد الله.

وقد صرّح في حديث لصحيفة إيلاف بقوله (إن هذه القصيدة تعبِّر عني، بل إني وضعت فيها تجربة حياتي كلها، تحكي مسيرتي منذ الصغر حين عشت في الغربة، إلى أن عدت إلى الوطن والتقيت بخادم الحرمين الملك عبد الله، وبدأ فصل جديد في حياتي حين ألقيت أمامه أول قصيدة عام 1384هـ قال لي بعدها: ماذا تريد؟ قلت أريد البقاء في جوارك. فقال لي: الله يحييك! فأدخلني في المدرسة العسكرية ومنذ ذلك الوقت حتى الآن وأفضاله علي لم تنقطع).

وعبر اللقاء الذي شاهدته في قناة الساحة الفضائية ظهرت إنسانية الشاعر ومواقفه الرجولية وشهامته، فلم يستحوذ على اهتمام الملك وعنايته لوحده، بل ساوى بين أبنائه وأبناء جهيمان العتيبي باعتبار أنه خالهم، فنبذ الأنانية وأقام أواصر صلة الرحم وسهّل لأحد أبنائه الانخراط في السلك العسكري - رغم حساسية الأمر- فجعل نفسه وجيها وشفيعا له أمام خادم الحرمين الشريفين حين قال للملك (إن هذا الصبي يرتدي البدلة العسكرية منذ كان طفلا، وقلبه معلق بالعسكرية وقد سجل ابني فيها وبقي ابني الآخر) وعلت شهامة ومروءة الملك عبد الله على الجراح، وتجاوز عن الخطأ القديم فكانت وقفته أبوية بلا حدود! ولقد درس ذلك الفتى وتخرج فأصبح ضابطا يحرس الوطن ويدافع عنه.

ولهذا، فملك متسامح مثل ملكنا حري بالتمكين، وشاعر طيب كهذا جدير بالتقدير؟!

rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض11342





 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد