Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/02/2009 G Issue 13279
الخميس 10 صفر 1430   العدد  13279
صدى لون
مبالغات معلمي التربية الفنية !!
محمد الخربوش

 

يبالغ الأكثرية من معلمي ومعلمات التربية الفنية في التعليم العام والخاص وبالذات المعلمات في طلباتهم من الطلاب والطالبات خاصة فيما يتعلق بالخامات والأدوات والتي يتطلب تأمينها مبالغ مالية كبيرة الأمر الذي يؤدي إلى انزعاج أولياء أمور هؤلاء الطلاب والطالبات وإرهاقهم مادياً جراء ذلك.. إن مثل هذا التوجه من قبل معلمي ومعلمات التربية الفنية هو خروج عن المسار الجمالي لأهداف التربية الفنية والتي كما تعلمناها ومارسناها بالفعل في دراساتنا لهذه المادة التربوية الجمالية لأننا ومنذ تعلمنا في مراحل التعليم الأولي وكما تعلمناه أيضا من معلمينا بأن من أهم أهداف هذه المادة هو تعلم الجمال وإدراكه في كل شيء والعمل على صنع الجمال والاستفادة من كل المعطيات وتطويعها بما يخدم هذا التوجه، وأتذكر جيداً عندما كنا ندرس في معهد التربية الفنية في الرياض عبارة كانت لا تفارق غالبية مدرسينا أيامها وهم كما نعلم نخبة من كبار التشكيليين والتربويين في مصر والسودان والعراق وغيرهم هذه العبارة هي (تحويل الخسيس إلى نفيس) والمقصود في ذلك هو أن الفن أو مادة الرسم والأشغال كما يطلق عليها سابقاً من أهم أهدافها تحويل الخسيس إلى نفيس بمعنى آخر هو تحويل ما هو مهمل ومستهلك إلى وضع آخر وتحويل سلبياته إلى إيجابيات وكنا في مراحل دراستنا في الابتدائية والمتوسط وبعدها في معهد التربية الفنية نطبق هذه العبارة بكل أبعادها فلقد كنا نستعين بخامات ومعطيات البيئة المحلية أياً كانت فكما هو معروف فإن لكل مجتمع بيئته فهناك البيئة الزراعية والبيئة الصناعية والبيئة البحرية والطبيعة الصحراوية بمعطياتها الجبلية والرملية وغيرها حيث كان الطلاب وبتوجيه من معلميهم يوظفون كل معطيات بيئاتهم بما يخدم المنجز الفني فلقد تم استخدام سعف النخيل والليف ونوى التمر والكرب وأغصان الشجر والبذور والصخور والرمل والقواقع والأصداف البحرية ورمل البحر وأحجاره وعلب المواد المستهلكة والزجاج والبلاستيك والخرز وعلب الكبريت وقشور البيض وغيرها من مواد وخامات انتهت صلاحيتها، وعليه فإن دور مادة التربية الفنية هو الاستفادة من كل هذه المعطيات وتطويعها بما يخدم الجمال والعمل على إنتاج أعمال وأشغال يدوية من خلال هذه الخامات والأدوات المهملة مع إضافة بعض اللمسات والرتوش سواء خطية أو لونية بما يساعد على إبراز العمل وجماليته ولو عدنا إلى عالم اليوم لوجدنا أننا في عصر استهلاكي رهيب وأمام منتجات جديدة فلقد تنوعت المعطيات الحياتية وبالتالي أصبح هناك خامات وأدوات ومهملات نتاج مواد استهلاكية متنوعية الأشكال ومتعددة الأصناف ومن هنا فإنه بالإمكان الاستفادة منها وتطويعها في مجالات التربية الفنية أما أن يظل معلمو ومعلمات التربية الفنية يبحثون عن الجاهز لعرضه مما يؤدي بطلابهم وطالباتهم التوجه إلى محلات الخط والوسائل التعليمية للحصول على أعمال جاهزة نفذها غيرهم فإن هذا هو الحال المائل جداً الذي لا يحقق الهدف.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد