Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/02/2009 G Issue 13279
الخميس 10 صفر 1430   العدد  13279
منوها بدور المليك في معالجة القضايا العربية والإسلامية والدولية.. السفير الصيني:
التبادل التجاري بين الرياض وبكين تجاوز 41 مليار دولار.. والمملكة تحتضن 105 مشروعات صينية بقيمة تجاوزت 6 مليارات دولار

 

الرياض - ماجد التويجري:

أوضح سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة يانغ هونغ لين أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية شهدت تطورا ونموا سريعا على مدى 18 عاما مضت منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين.

وأكد أن الزيارة التي سيقوم بها فخامة الرئيس هو جينتاو رئيس جمهورية الصين الشعبية للمملكة يوم الثلاثاء القادم ستضيف بعدا جديدا وبعيد المدى في علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين.

وبين سفير الصين في لقاء صحفي عقده اليوم بهذه المناسبة أن المملكة هي أول دولة سيزورها الرئيس هوجينتاو في بداية عام 2009م كأول محطة في جولته الآسيوية والإفريقية كما أنها الزيارة الثانية له إلى المملكة بعد زيارته الأولى في إبريل عام 2006م الأمر الذي يعبر بكل وضوح عن اهتمام القيادة الصينية البالغة بعلاقات الصداقة والتعاون الإستراتيجية بين الصين والمملكة.

وقال: سيتم خلال الزيارة بحث سبل زيادة تعميق التعاون بين البلدين الصديقين في كل المجالات والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وأعاد إلى الأذهان زيارتي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للصين في عام 1998م والثانية في يناير 2006م وزيارة الرئيس هو جينتاو إلى المملكة في إبريل عام 2006م وزيارة نائب رئيس الصين شي جين بينغ المملكة في يونيو عام 2008م مشيرا إلى أن هذه الزيارات أعطت دافعاً قويا للتعاون بين البلدين في كافة المجالات وأتت بهذه العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد باستمرار.

وعلى الصعيد الاقتصادي أوضح السفير الصيني إن حجم التبادل التجاري الثنائي بلغ 25.36 مليار دولار أمريكي عام 2007م بزيادة أكثر من 80 مرة عما كان عليه في بداية إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.. فيما تجاوز حجم التبادل التجاري الثنائي 41.8 مليار دولار أمريكي عام 2008 م لتبقى المملكة أكبر شريك تجاري للصين في غربي آسيا وإفريقيا للسنوات الـ 8 المتتالية ويتوسع حجم التعاون بين الجانبين في مجالات الطاقة والبنية التحتية والاستثمار والمقاولات وغيرها من المجالات الأخرى، ويعود الفضل لهذه الانجازات إلى اهتمام وتأييد قيادتي البلدين وإلى تفعيل الجانبين مزايا التكامل الاقتصادي بين البلدين.

ورأى أن المملكة تدخل مرحلة الازدهار الجديدة من البناء الاقتصادي مؤكدا حرص الشركات الصينية على الاستثمار بالمملكة مبرزا ما تتمتع به من كفاءة تقنية في بناء البنية التحتية إلى جانب ما تتسم به البضائع الصينية في الجودة والأسعار والإقبال من قبل الشعب السعودي وقال: هناك مستقبل واعد وإمكانات واسعة لزيادة تعميق التعاون ذي المنفعة المتبادلة بين الجانبين.

وأشار إلى أن عدد الشركات الصينية المسجلة في المملكة 62 شركة وعدد العاملين 21.8 ألف عامل منهم 15.8 ألف عامل صيني وعدد المشاريع على قيد الإنشاء 105مشروعات وإجمالي مبلغ العقود 6.282 مليارات دولار أمريكي.

وفي المجال الثقافي قال السفير الصيني في عام 2002م تم توقيع اتفاقية التعاون في مجال الثقافة والتربية والتعليم بين الجانبين وأقيم معرض للصور الفوتوغرفية الصينية بعنوان التراث العالمي في الصين في الرياض، وفي نوفمبر عام 2005م أقيم الأسبوع الثقافي الصيني في المملكة وعلى هامش الألعاب الأولمبية ببكين في أغسطس عام 2008م نظمت وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة فعاليات الثقافة والفنون والتراث الشعبي للمملكة لمدة 10 أيام في بكين أسهمت هذه الأنشطة بدور إيجابي في تعزيز التعارف ومشاعر الصداقة بين شعبي البلدين.

ولفت الانتباه إلى أن عدد المسلمين في الصين بلغ 21 مليون مسلم وفيها أكثر من 30 ألف مسجد وأكثر من 40 ألف إمام ومنذ اتخاذ الصين سياسة الإصلاح والانفتاح إلى الخارج في عام 1978م ومع ارتفاع مستوى معيشة المسلمين باستمرار يزداد عدد الحجاج الصينيين إلى المملكة بشكل متواصل حيث بلغ عددهم في عام 2008م 21 ألف شخص.

وأشاد بالدور الرئيس الذي تقوم به المملكة في المنطقة ومعالجة قضاياها وبخاصة دور المملكة المهم في العالمين العربي والإسلامي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز مبينا أن الصين تقدر هذا الدور.

وقال: إن الصين والمملكة بلدان ناميان بحاجة إلى التنسيق المشترك مبدياً ارتياح الحكومة الصينية لمدى العلاقات التي تربط البلدين الصديقين وأنها تسير نحو تعميق تلك العلاقات وتكامل التعاون الاقتصادي الصيني بالمملكة ومنها تعزيز التعاون في السنوات الأخيرة فيما تحافظ الصين والمملكة على علاقات طيبة في كل المجالات.

وأكد ترحيب الحكومة الصينية بالاستثمارات السعودية في الصين في المجالات المتفق عليها كما تشجع الحكومة الاستثمار الصيني في المملكة العربية السعودية مشيرا إلى قيام بعض الشركات الصينية باستثمارات مشتركة في مجالات عدة.

وبين أن العلاقات بين الصين والعرب قديمة وتاريخية وأن الصين تقف إلى دعم القضايا العربية في الأمم المتحدة لكون الصين عضوا دائما في مجلس الأمن وتؤيد كل القرارات الصادرة المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط وقضايا الدول العربية في المناسبات المختلفة.

وأشار إلى أن الحكومة الصينية تعمل دائما على دفع مسيرة السلام في الشرق الأوسط وتدفع الأطراف المعنية في إيجاد حلول مناسبة للنزاعات وفق روح التفاهم وقرارات الأمم المتحدة المعنية ومبادرة السلام العربية.

وقال يانغ هونغ لين: إن الصين بذلت جهودا كبيرة لتهدئة النزاع الاخير في غزة حيث أجرى الرئيس الصيني ووزير الخارجية اتصالا مع كل من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش والأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون بتوضيح موقف الصين..

كما قام مبعوث الصين الخاص لشؤون الشرق الأوسط بزيارة الدول المعنية في الشرق الأوسط للعمل لدى الأطراف المعنية حيث أعلنت الحكومة الصينية عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة قدرها مليون دولار أمريكي للسلطة الوطنية الفلسطينية مبيناً أن الصين تأمل من الأطراف المعنية في الحفاظ على وضع الهدنة وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (1860) بشكل شامل وتدعيم استقرار وإعادة البناء في منطقة غزة.

ورأى السفير الصيني أن المملكة العربية السعودية منبع الحضارة الإسلامية وأنها مع حضارة الصين تحققان الاحترام والاستفادة والتفاعل فيما بينهما ضمن مجرى التاريخ الطويل، وقد ساهمت الحضارتان مساهمة بارزة في الحضارة البشرية مؤكدا أن الصين تولي إجراء الحوار الحضاري مع المملكة اهتماما بالغا باعتباره قناة مهمة لتعزيز الصداقة والتعارف بين شعبي البلدين.

واستعرض عددا من الأمثلة حول تعزيز الحوار بين البلدين مشيرا إلى أنه في عام 2007م عقدت في الرياض (الدورة الثانية من ندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية) في إطار (منتدى التعاون بين الصين والدول العربية) حيث إن الجانب الصيني قدر عاليا انعقاد مؤتمر الحوار العالمي بين الأديان في إسبانيا بمبادرة الملك عبد الله في يوليو عام 2008م، والذي شاركت فيه الصين، كما حضر السفير تشانغ يه سوى مندوب الصين لدى الأمم المتحدة الجلسة الرفيعة المستوى بموضوع (الثقافة السليمة) والمنعقدة على هامش الدورة الـ 63 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمبادرة المملكة العربية السعودية.

وأوضح السفير الصيني أن تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجهود الإغاثة إلى المنطقة المنكوبة بعد الزلزال الكارثي الواقع في منطقة سي تشوان الصينية جسد بكل وضوح مشاعر الصداقة العميقة التي يكنها الشعب السعودي تجاه الشعب الصيني، وترك تأثيرا عميقا في نفوس الشعب الصيني عامة وأهل المنطقة المنكوبة خاصة، حيث يعتبر الشعب الصيني الشعب السعودي صديقا حقيقيا في وقت الشدة.

وعد مشاركة المملكة في أولمبياد بكين وأولمبياد المعوقين جزءا مهما لا غنى عنه في إنجاح الأولمبيادين حيث ساهمت هاتان المشاركتان في زيادة التعارف بين الصين والمملكة.

ووصف زيادة توسيع وتعميق التعاون المتبادل بين الصين والمملكة في كافة المجالات بأنها رؤية مشتركة توصلت إليه القيادتان في البلدين الصديقين ستعود بمزيد من الخير إلى شعبيهما مؤملاً تواصل العمل لزيادة تفعيل مزايا التكامل الاقتصادي بين البلدين لتدعيم التعاون وتعزيز وتنشيط التبادل في المجالات الثقافية والتعليمية والرياضية والمجالات الأخرى لدفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى جديد باستمرار.

وعلى صعيد العلاقات الصينية الخليجية قال يانغ هونغ لين أن التعاون بين الصين والدول أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية شهد تطورا شاملا، فتوطدت الصداقة والثقة المتبادلة بين الجانبين باستمرار، وأحرز التعاون الاقتصادي والتجاري إنجازات مثمرة، وتعزز التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية يوما بعد آخر، وأصبحت دول مجلس التعاون ثامن أكبر شريك تجاري للصين.

وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين بلغ 58 مليار دولار أمريكي في عام 2007م، وازداد بمعدل 30 بالمئة لسنتين متتاليتين، وبلغ 79.3 مليار دولار أمريكي من يناير إلى أكتوبر عام 2008م وفي عام 2007، استوردت الصين 47.56 مليون طن من النفط الخام من دول المجلس، وحتى نهاية عام 2007م بلغ إجمالي مبلغ عقود مشروعات المقاولة بين الجانبين 16.25 مليار دولار أمريكي، وفي الوقت الحاضر .

وأبان أن الشركات الصينية حظيت بنشاط في مجال مشاريع البنية التحتية في دول مجلس التعاون الخليجي كما ازدهرت الاستثمارات المتبادلة حيث أنشئت في السنوات الأخيرة مجموعة كبيرة من الشركات والمؤسسات المشتركة بين الصين ودول المجلس، ويزداد تبادل الأفراد بين الجانبين بشكل لا مثيل له، وهناك أكثر من 70 رحلة جوية تجارية بين الجانبين أسبوعيا، وبالإضافة إلى ذلك، جرى بين الجانبين التعاون المتنوع الأشكال في المجالات الثقافية والتعليمية والصحية، وتولي الحكومة الصينية اهتماما بالغا لتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع مجلس التعاون، وتأمل العمل سويا مع جانب مجلس التعاون لدفع هذه العلاقات إلى الأمام باستمرار.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد