Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/02/2009 G Issue 13279
الخميس 10 صفر 1430   العدد  13279

متى نرى قيام مدينة سدير الصناعية واقعاً ملموساً
عبدالله بن حمد الحقيل

 

أمضيت أيام العيد في ربوع منطقة سدير، وما أجمل بلادنا وما تحفل به من مناطق سياحية وآثار تاريخية ومظاهر خلابة ورياض خضراء وما فيها من نباتات وزهور برية.. ولقد أنعم الله على بلادنا هذا العام بأمطار غزيرة عمت المناطق وسالت على أثرها الأودية والشعاب.. ويقال عناصر الجمال ثلاثة: الماء والخضرة والوجه الحسن؛ ولذا فما أجمل التنقل بين رياضها وشعابها وأوديتها ومواضع الرياض الخضراء التي امتلأت هذا العام بالمياه فازدانت بالجمال والأجواء الربيعية الجميلة في ربوع منطقة سدير التي هطلت عليها الأمطار بغزارة وأدركت رحمة الله الكثير من الرياض والأودية فاهتزت الأرض وربت وأنبتت من كل زوج بهيج. لقد كانت فرصة طيبة للذهاب والتجول بين تلك الرياض كروضة نورة والخشم وحطابة والمزيرعة وغيرها من رياض محافظة المجمعة؛ مما ذكرني بقول الشاعر:

الأرض قد كسيت رداء أخضرا

والطل ينشر في رباه جوهرا

وقول الآخر:

سقى الله نجدا والمقيم بأرضها

سحابا غواد خاليات من الرعد

والحمد لله على هذا الخير الكثير مما جعلني أردد هذا القول:

ربيع نجد إذا طابت منابته

يفوق في حسنه حمص ولبنان

والرحلات البرية في هذه الأيام بهجة للنفوس، ولكم سعدت وابتهجت حينما مررت وزرت عدداً من بلدان محافظة المجمعة وما فيها من نهضة عمرانية وتجارية.. ولكم تذكرت تاريخ هذه المنطقة وأنا أشاهد بعض الأطلال والآثار، ذلك التاريخ الذي امتد عبر الزمن وكانت تشكل منطقة مهمة في تاريخ اليمامة أيام هوذة بن علي حاكم اليمامة وفي إمارة بني حنيفة وما تلا ذلك من إمارات. ولقد قال نابغة بني شيبان:

أربى البنانة أقوت عند سالنها

فذا سدير وأقوى منهم أقر

وما أكثر شواهد الشعر وتعدد الشعراء قديماً وحديثاً الذين ذكروا هذه المنطقة وتاريخها وآثارها وورد ذكرها في كتب المنازل والديار كالهمداني وياقوت والحفصي والبكري وابن بشر والفاخري وابن لعبون وابن عيسى والجاسر وابن خميس وابن بليهد وغيرهم. وأعود إلى موضوع مدينة سدير الصناعية، ولقد مررنا بها وما زلنا ننتظر في كل زيارة قيامها فهي تقع في منطقة يقطنها تجمع سكاني واسع، ولدى أهلها طموح كبير في قيامها حيث تقع بين الرياض والقصيم، هذا الموقع الممتاز يؤهلها أن تصبح مدينة صناعية لهذه المناطق الواسعة، سدير والقصيم والرياض، فالموقع المخصص للمدينة جاهز، ولعل هيئة المدن الصناعية والغرفة التجارية والصناعية في الرياض تقومان مشكورتان بإنجاز هذه المدينة وتبني مشروع إقامتها.. وكم يتمنى أبناء المنطقة قيام هذه المدينة الصناعية وأن نرى هذه المدينة الصناعية وأن تتحقق الآمال.. وأستعير من الشاعر العربي قوله:

منى إن تكن حقا تكن أحسن المنى

وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا

- عضو جمعية التاريخ والآثار بجامعات دول مجلس التعاون


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد