Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/02/2009 G Issue 13279
الخميس 10 صفر 1430   العدد  13279
الرأي الآخر
مسابقة المليون تحتضر

 

سجَل رقماً قياسياً غير مسبوق، كاسحاً لجميع ما سبقه وقلّده من البرامج، ففي فترة وجيزة حقق برنامج شاعر المليون ما لم يحققه برنامج سوق عكاظ الأثري على مر عصوره أو أي برنامج آخر. وكلمة حق يجب أن تُقال؛ فهو لا يزال متسيد الموقف على مدى دوراته الثلاث، وليس لأنه خارج المملكة أن نتخلى ونسكت على الملاحظات التي عليه، وليس من الواجب السكوت لأن الإمارات جارتنا وأبو ظبي شقيقة الرياض، وأهلها أهلنا، ونجاح كل شيء فيها يعتبر نجاحنا جميعاً؛ فمن الملاحظات الواضحة على البرنامج الذي هو محور حديثنا وهجه الذي بدأ يخفت، والكل يلمس هذا ويلاحظه حتى من المقربين والقائمين على البرنامج نفسه، وربما يأتِ من يقول: إن المشاهد أو المتابع يمر الآن ب(مرحلة التشبع والملل)، وهذا ما أستبعده مع أني كنت أحد من يتهم هذه المرحلة!!

والحقيقة يجب تقال ويجب أن نتنازل عن شيء من هذه الاتهامات ونوضح أن الشعر الأصيل ليس له مراحل توقف أو ما يسمى بالملل والتشبع مهما كانت الأحوال، ولكن مراحل الملل والتشبع دائماً تأتي نتيجة المفاجآت!!

والمفاجآت دائماً ما تكون حليفنا نحن العرب في كل أمورنا وخططنا، فنحن لدينا مفكرون ورؤوس أموال ورؤوس مدبرة ورؤوس ناجحة لصنع الفكرة والقرار ولكن ليس لدينا التكاتف النهائي والاتفاق لعمل (القاعدة الصلبة) لأي فكرة ناجحة لينجح العمل معها، فسرعان ما نفكر وسرعان ما يتبخر التعب ويذهب أدراج الرياح، والسبب ربما المحسوبيات، الواسطات، المادة والعلاقات (أي كيف أستغل وجودي في هذا العمل الناجح أو هذا المنبر لكي أخدمك وتخدمني بعيداً عن استمرارية هذا العمل ونجاحه)، النجاح الذي تعنيه الكلمة، النجاح الذي يجيّر لسنين وسنين طوال، ومتى نخرج من دائرة هذه النظرة القاصرة (النظرة الاستغلالية) ونظرة الفزعة و (شدلي.. أشد لك) و(أعطيني.. أعطيك)!!

تباشر الغالبية حقيقة في مسابقة برنامج شاعر المليون، ولكن سرعان ما ظهرت هذه المفاجآت وحطمت زف البشرى التي تلقيناها بميلاد هذه المسابقة.. والسبب المفاجآت!! مفاجآت خروج الشاعر الحقيقي ليستبدل بالشاعر الذي هو أدنى!

مفاجآت التصويت المشكوك فيها!

مفاجآت عدم المصداقية.. مفاجآت.. ومفاجآت!

عندها بدأنا نتيقن بأن مصير هذا البرنامج هو الموت المبكر والدفن!

نعم.. فالبرنامج الآن يحتضر؛ فإن لم يستدرك فالموت ينتظره والدفن سيكون مصيره! كنا ننظر بأن اللجنة لديها ما لديها وأنها قادرة على الغربلة وقادرة على التمييز وإعطاء كل ذي حق حقه، ولكن اكتشفنا أن اللجنة ما هي إلا (تحصيل حاصل) وتظليل لمن هم وراء اتخاذ القرار واختيار الشعراء على حسب ما تمليه المادة أولاً، والعلاقات والأهواء ثانياً!!

وأكبر دليل على ما قلت هو ثبات أعضاء اللجنة لدورات البرنامج الثلاث!!

فمن المفترض أن تكون هناك استفادة أكبر، كأن يُلبّس البرنامج كل سنة ثوباً جديداً ومسابقة جديدة حقيقية ووجوهاً جديدة مثلما يحدث للشعراء، وهذا لا يعني استبعاد أصحاب الفكرة والمؤسسين له؛ فهم أحق بأن يبقوا، ولكن يجب عليهم ضخ البرنامج في وجوه جديدة من (الألف حتى الياء) نفس طريقة الشعراء، وعليهم عدم التعرض أو التدخل في الاختيار، ويكون وجودهم للأمور الفنية أو المالية أو ما هو أكبر من ذلك، أما الشعراء وترشيحهم وإعطاؤهم الدرجات والتأهل فاللجنة المتخصصة هي الأولى؛ ليستمر البرنامج من نجاح إلى نجاح ويبقى نستمتع ونستفيد منه لمدة أطول.

محمد المويعزي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد