Al Jazirah NewsPaper Monday  09/02/2009 G Issue 13283
الأثنين 14 صفر 1430   العدد  13283

إلى جنة الخلد أبا عبدالله
علي سليمان محمد الدهامي

 

مات جارنا وجليسنا وعزيزنا الغالي الشيخ عمر الجاسر البلطان يرحمه الله. وهذه حال الدنيا تجمع وتفرق وتضحك وتبكي والباقي - هو الله وحده -.

انتقل إلى جوار ربه بعد مرض دام ثماني سنوات نسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناته وأن يعمه بالرحمة والقبول. رحل عن الدنيا الفانية بعد عمر طويل عاشه مكافحاً منذ الصغر يصارع الحياة وذاق مرها وحلاوتها وعمل يما يرضي ربه من منطلق الصدق والوفاء مع نفسه ومع الناس بروح طيبة وتعامل واضح وسليم وقد رافقته في جميع جلساته ومعاملاته أكثر من ثلاثين سنة وعرفت عنه الكثير والكثير، وخاصة التعامل والصدق بالقول والعمل والحرص على حقوق الآخرين والرفق بالفقير والبذل في أعمال الخير وخاصة ما يخص المساجد والتسامح مع مَن يدينون له في بعض الحقوق الخاصة به، وذلك بهدوء وطيبة نفس وكانت جلساته الخاصة - يرحمه الله - متواضعة ولا يمل مجلسه وله ذكريات عطرة وقصص مثيرة في حياته يحفظ تاريخ الماضي والحاضر ويتحدث عنه بأسلوب مميز يجعلك تشتاق إلى سماعه مرات رغم أنه لا يقرأ ولا يكتب، وقد تأثرت كثيراً حينما شاهدت جموع الحاضرين للصلاة عليه ومرافقته إلى مثواه الأخير، وهذا يبشر - بإذن الله - بالقبول (فالناس شهود الله في أرضه)، وكما يقول المثل: (من خلف ما مات).

فقد خلف الشيخ عمر الجاسر البلطان أبناء بررة برز فيهم ابنه البار الأخ الأستاذ خالد عمر البلطان صاحب القلب الكبير الحنون ورجل الأعمال المعروف في الداخل والخارج والذي ضحى بالكثير من نفسه وماله وجهده تجاه والده قبل مرضه وأثناء مرضه وكان المظلة الدائمة والسند الحقيقي لإخوانه عموماً وأسرته، وهذا شيء أعرفه بنفسي شخصياً قبل غيري لقربي من والده وأسرته يومياً، وكان - يرحمه الله - يرى في ابنه خالد قبل مرضه آمالاً كبيرة في المستقبل وهو صاحب نظرة ثاقبة وقد تحققت نظرته قبل وبعد مرضه، ولقد رأى الجميع جموعاً من المجتمع بمختلف طبقاتهم من أصحاب السمو الملكي الأمراء، والأمراء، والوزراء، والمشايخ، والأدباء، ورجال الأعمال، والرياضيين، والمواطنين، من مختلف مناطق المملكة ومن خارجها توافدوا على قصر سعادة الأستاذ خالد بن عمر البلطان، في شارع التخصصي بالرياض معزين في الفقيد، وهذا دليل قاطع بمكانة الأخ خالد في قلوب الناس عموماً وحبهم له، وقد منح اسم الابن البار من مدة ثلاث سنوات من قبل أهالي محافظة الرس جميعاً؛ لما قدمه ويقدمه من أعمال جليلة في مختلف المجالات الصحية والإنسانية والرياضية لوطنه وأنحاء المملكة الحبيبة (فهو خير خلف لخير سلف).

رحم الله الشيخ عمر الجاسر البلطان رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. والبقاء لله وحده.

وصدق الشاعر حينما قال:

دقات قلب المرء قائلة له

إن الحياة دقائق وثواني

الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد