Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/02/2009 G Issue 13285
الاربعاء 16 صفر 1430   العدد  13285
لما هو آتٍ
فيما يبقى..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

ينفرط العمر، فيقف المرء بينه وبين نفسه يتساءل: ماذا لو كنت في أوله وبهذه الخبرات، هل كنت سأتدارك ما قصر عنه وعيي، وتجاوزت ما تأخرت بجهلي عنه، وبلغت ما وصلت الآن إليه بعد فوات..

وينفرط شلال الماء، فتأتي مراقبة الطرق وتسجل لتبذيره العقوبة، فيتساءل وهو يدفع مالاً مبدداً عن تفريط: ماذا لو تنبّهت لحفظت لي هذه المبالغ التي أهدرت عن عدم مبالاة..

ويمرق فتى عن ضوابط قِوامة..، فيتمنى الولي أن تثج الأرض تحت قدميه، وهو في موقف حرج في المدرسة أمام مديرها، أو في إدارة المرور أمام مسؤولها، أو أمام الحواجز الأمنية، فيتساءل: ما الذي فعلت وقد جئت به للدنيا وتركته لشوارعها..، وأناسها..

وينقضي الليل على راغب في اجتهاد وتتقاعس همّته، وينطوي النهار على متأملٍ دون أن يمسك بأحلامه..، ويجد كلٌّ منهما زمنه وقد ودعه، دون أن يبصم فيه خطوة أمل، أو يسجل فيه حرف عمل..، فيتساءل: أتعود الليالي والأيام فأنتهز ما فاتني.. في القليل الذي بقى، والفارغ الذي تُرك..، والمُهمل الذي تغافلت عنه..

ليس هذا مدار أسئلة طارئة ولا جديدة..

هي تتكرر بديمومة دبيب الإنسان على الأرض،

لكن السؤال: هل الذي يبقى من: نانو (الزمن بدقته، وذرته، وقزميته، يمكن أن يعالج ما انفرط.. بمثل ما اكتشف الإنسان من قدرة هذه الذرّات الأمثل في صغرها في الأجسام كلها على الأرض من إفادة الإنسان ومنجزاته.. واختصار زمنه وتقديمه عامل اكتساب لا خسارة، إلاّ إن أعمل قوى الشر فيها..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد