Al Jazirah NewsPaper Friday  13/02/2009 G Issue 13287
الجمعة 18 صفر 1430   العدد  13287
حثت أولياء الأمور على تشديد الرقابة وحماية الأبناء والبنات من خطر المروجين
مكافحة المخدرات تحذر الطلاب والطالبات من اللجوء للمواد السامة أيام الاختبارات

 

«الجزيرة» - الرياض

حذرت المديرية العامة لمكافحة المخدرات الطلاب والطالبات من تعاطي أي مادة غير معروفة المصدر وعدم تصديق من يقومون بالترويج لها بأنها تزيد الاستيعاب بسرعة والتركيز الذهني خصوصاً في هذه الأيام التي يؤدي فيها الأبناء والبنات الاختبارات الدراسية، وحثت إدارة مكافحة المخدرات أولياء أمور الطلاب والطالبات على متابعة ومراقبة أبنائهم وبناتهم بشكل غير مباشر لمنعهم من الوقوع في خطورة المواد الممنوعة وتحذيرهم من مغبة الوقوع فيها، فيما شدد عدد من المسؤولين المختصين في مجالات الشريعة والطب النفسي والأمن وعلم الاجتماع على ضرورة حماية الأبناء من خطر المخدرات وبخاصة حبوب الكبتاجون التي يستغل مروجوها أيام الاختبارات للعبث بعقول الأبناء والبنات، وأرجع الدكتور صالح بن رميح الرميح أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض انجراف بعض أبنائنا الطلاب والطالبات خلف إغراءات تعاطي حبوب الكبتاجون والتي يزعم مروجوها بأنها تساعد على التحصيل العلمي السريع لعدم وجود الرقابة المتزنة من أولياء الأمور خصوصاً أوقات الاختبارات مما يسبب وقوع الطلاب والطالبات بصورة سهلة جداً وبخاصة من الطلاب الذين لا يبدؤون عامهم الدراسي بجد ونشاط وعند نهاية كل سنة يصبحون صيداً سهلاً لضعاف النفوس من مروجي هذه السموم التي لها تأثير سلبي سيئ على الصحة والتركيز لدى الطلاب.

وحذر الدكتور صالح الرميح الطلاب والطالبات من تعاطي أي مادة غير معروفة المصدر وعدم تصديق من يقومون بالترويج لها والإلهام بأنها تزيد الطالب على التركيز والاستيعاب بصورة سريعة أثناء المذاكرة وهذا ليس صحيحاً. سائلاً الله أن يحفظ أبناء وشباب هذا الوطن من كل سوء.

فيما قال الدكتور طاهر ميسرة أستاذ علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة: إن من بعض الأضرار التي تسببها (حبوب الكبتاجون) لمتعاطيها التوتر العصبي ونقص في الشهية وعدم النوم والهياج العصبي وارتفاع ضغط الدم وازدياد ضربات القلب ورعشة في اليدين ونوبات صرعية بالإضافة إلى حدوث نوبات ذهانية تسمى (ذهان الامفيتامين) وكذلك أحذر أبنائي الطلاب بأن لا يوهمهم من يقدم على ترويج مثل هذه السموم أثناء فترة الاختبارات حيث إنها تصيب متعاطيها بضلالات فكرية وشكوك غير واقعية من حوله بالإضافة إلى الهلاوس السمعية والبصرية وعدم القدرة على التقييم وتسبب للطالب الذي يتعاطاها ضعف الإدراك والإحساس وعدم القدرة حتى الحكم على الأمور، موضحاً أن تعاطي الحبوب (الكبتاجون) يصاب المتعاطي عند انقطاعه عنها بأعراض انسحابية واكتئاب وقلق شديد وخمول وكلل والأخطر من ذلك كله بأن متعاطي حبوب الكبتاجون مصيره والعياذ بالله المصحات العقلية نسأل الله العافية لأبنائنا الطلاب والطالبات وأن يحميهم من مغبة الوقوع في شراكها.

كما تحدث فضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني عن أضرار المخدرات من الناحية الشرعية وقال: إنها محاربة الله تعالى ومعصية له ومن تناولها أو روج لها أو ذكرها بإحسان أو ستر عن مروج لها فقد بارز الله بالمعصية واستوجب لعنة الله وغضبه وسخطه ومكره جل شأنه فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الفاسقون ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون فهي عداوة صريحة لله تعالى كما أنها تهديد للدماء وللأعراض وللأموال، أما الدماء فإننا نسمع بين اليوم والآخر تلك الجرائم التي تحدثها تلك العصابات من قتل ومن سفك للدماء ومن اقتحام للبيوت الآمنة ونسمع عن قضايا الانتحار، وأما الأعراض فإنه أكبر جريمة بعد تعاطي المخدرات هي جريمة الزنا ولا تأتي في الغالب إلا بعد أن يذهب العقل بتأثير المخدر كما أنها ضياع لشباب الأمة وإهدار لقوتها ومستقبلها. وختاماً أسأل المولى عز وجل أن يحمي أبناء هذا الوطن الغالي من كل سوء ومكروه ويهديهم إلى سواء السبيل.

وقال العميد أحمد بن سعدي الزهراني مساعد مدير عام مكافحة المخدرات لشؤون المكافحة: إن المخدرات تعد من أكبر المشكلات التي تعاني منها شعوب العالم لما لها من مخاطر بالغة على الناحية الصحية والاقتصادية والدينية والاجتماعية، واتفقت كافة الأديان وكافة دول العالم على محاربة هذه الآفة بكل السبل والطرق.

وحض أولياء أمور الطلاب على متابعة ومراقبة أبنائهم وبناتهم بشكل غير مباشر لمنعهم من الوقوع في هذه المشكلة وتوضيح خطورة تعاطيها وتحذيرهم من مغبة الوقوع فيها. مطالباً المعلمين ومرشدي الطلاب بالمساهمة في توعية الطلبة وتبصيرهم بالأساليب الصحيحة للاستذكار والتحذير من الوقوع في براثن المخدرات متمنياً للجميع التوفيق والنجاح.

كما أشار الدكتور ناصر الحارثي استشاري الطب النفسي بمستشفى القوات المسلحة بمحافظة الطائف إلى أن تعاطيها يؤدي إلى تدمير مراكز الأعصاب المركزية بالمخ مما ينتج عنه إعاقة مستديمة والسلوك العدواني العنيف والاضطرابات الاضطهادية، كما يؤدي إلى فقدان الأهلية العقلية في مدة قصيرة، سائلاً الله العلي القدير أن يحمي أبناءنا الطلبة والطالبات من براثن هذه السموم وأن يحقق لهم ما يصبون إليه.

فيما ذكر الدكتور عبد الله الشرقي استشاري الطب النفسي أنه تم تشكيل فريق متخصص لإخضاع ظاهرة تعاطي الحبوب البيضاء وإعداد دراسة مستفيضة حول مادة الامفيتامين (الكبتاجون) ومدى تأثيرها وبيان خطورتها على المتعاطي وما تسببه من هلاك متسارع لخلايا الدماغ وزيادة عدد المدمنين عليها من فئة الشباب وخصوصاً طلبة المدارس لنشاط مروجيها واستغلال فترة الاختبارات لنشر سمومهم وإيهام الطلبة بقدرتها على زيادة الاستيعاب.

وأكد المقدم مهنا بن عبد الرحمن المهنا مدير وحدة مكافحة المخدرات بمجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام أن مركز السموم بالمنطقة الشرقية ومجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام أعدا دراسة تحليلية حول خطورة مادة الكبتاجون التي تحتوي على مادتي (الامفيتامين والميثامفيتامين) واللذين لهما تأثير منبه سلبي للجهاز العصبي المركزي حيث أثبتت الدراسة أنهما يدمران الخلايا العصبية التي تفرز الادرنالين والدوبامين والسيروتونين ويستمر هذا التأثير السلبي فترة طويلة تصل إلى ثلاث سنوات.

وأوضح المهنا أن سمية الامفيتامين المشار إليها ترجع إلى مقدرة هذا المركب على إنتاج مواد ايضية مؤكسدة مثل نور ادرينالين وهيدروكسي دويامين إضافة إلى ثنائي هيدروكسي تربتامين التي لها المفعول السمي الذي ينتج عنه تدمير الأعصاب المركزية في المخ.

من جانبه قال مدير إدارة البرامج العلاجية والتأهيلية بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات الأستاذ بدر بن مقبول الحارثي: إنه يجب على أولياء الأمور التنبه إلى أبنائهم وعلى ما قد يطرأ عليهم من تغيرات مفاجئة، موضحاً بعض العلامات التي يجب ملاحظتها على الأبناء حيث يتضح على متعاطي حبوب الكبتاجون كثرة الكلام غير المتزن والعصبية والقلق وارتجاف اليدين وزيادة العرق وجفاف الأنف والفم وتسبب الشعور بالاضطهاد والشك الزائد نحو الأسرة والآخرين، كما أن متعاطي حبوب الكبتاجون يصبح حساساً لبعض الكلمات والعبارات التي يطلقها بعض الأصدقاء أو الأقارب ويفسرها تفسيراً يؤدي بمعظمهم لارتكاب الجرائم مثل الاغتصاب والسرقة والقتل والانتحار والعياذ بالله، متمنياً لجميع إخواني الطلاب والطالبات التوفيق والنجاح.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد