Al Jazirah NewsPaper Monday  16/02/2009 G Issue 13290
الأثنين 21 صفر 1430   العدد  13290
أضواء
قراءة تحليلية للمجتمع الإسرائيلي في ضوء الانتخابات الأخيرة
جاسر عبدالعزيز الجاسر

 

الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي اعتمدت نتائجها وأصبحت نهائية وثبتت الأرقام التي حصلت عليها الأحزاب والمقاعد التي كشفت عن تغيّر موازين الأحزاب؛ فبعض الأحزاب زادت من مقاعدها، والبعض الآخر تقلَّصت مقاعدها، وبخاصة حزب العمل، الحزب التاريخي الذي أسسه القادة التاريخيون والمؤسسون والذي كان الرقم الثابت والحاضر في تشكيل كل الحكومات الإسرائيلية السابقة، هذا الحزب فقد قوته وتراجع من صدارته إلى المركز الرابع بحصوله على 13 مقعداً، في حين تصاعدت قوة حزب المهاجرين الروس الذي أصبح ينافس الأحزاب الرئيسية، بعد أن أزاح حزب العمل، وتجاوز حزب شاس الديني مما سيجعل المهاجرين الروس أكبر قوة من اليهود الشرقيين، وهو ما يقسِّم المجتمع الإسرائيلي إلى ثلاث كتل سكانية كبيرة لها أحزابها التي تبرز قواها السكانية وتوجهاتها السياسية، فاليهود الغربيون لهم أحزابهم، وإن كانت الأحزاب الكبيرة سابقاً حزب العمل والليكود وحالياً كاديما تضم يهوداً غربيين ويهوداً شرقيين، إلا أن في الأعوام الأخيرة بدأت الاتجاهات العنصرية ذات التوجهات الجهوية تفرض نفسها على المجتمع الإسرائيلي. وإذا كان اليهود الشرقيون المتدينون قد بدؤوا هذا الاتجاه عندما شكّلوا (حزب شاس)، فقد تبعهم في ذلك المتدينون من اليهود الغربيين فأنشؤوا حزب التوراة، وبعد تزايد قدوم المهاجرين الروس وتكوينهم قوة انتخابية، شكّلوا حزب (إسرائيل بيتنا). هذا التصنيف العرقي الجهوي الذي قسَّم المجتمع الإسرائيلي إلى يهود غربيين ويهود شرقيين ويهود روس، يتجه الآن إلى إحداث تقسيمات أخرى؛ فبالإضافة إلى التقسيمات المبنية على الانتماءات الدينية والسياسية والفكرية، فهناك المتدينون الذين لهم أحزابهم، وهناك اليمينيين الذين لهم أحزابهم الكبيرة والتي اتخذت الفكر اليميني توجهاً لها رغم احتضانها العنصر العرقي، فهناك أحزاب يمينية من اليهود الغربيين، وهناك أحزاب يسارية تضم يهوداً غربيين وشرقيين، وهو نفس الموقف بالنسبة للأحزاب اليسارية كحزبي العمل ومريتس، كما أن ظهور تجمعات جديدة كالمستوطنين الذين أصبح لهم حزب حصد 7 مقاعد في الانتخابات الأخيرة.

هذه الأحزاب العرقية والدينية والأحزاب الأخرى التي تتبنى توجهات فكرية وسياسية، إضافة إلى بروز أحزاب تعبِّر عن مصالح تجمعات استيطانية، تؤشر إلى توجه المجتمع الإسرائيلي إلى مزيد من التشرذم والتمزّق وهو ما ستظهره المعاناة التي ستظهرها عملية تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد