Al Jazirah NewsPaper Monday  16/02/2009 G Issue 13290
الأثنين 21 صفر 1430   العدد  13290
دفق قلم
المسؤوليات.. في التعيينات الجديدة
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

كانت التغييرات التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في أجهزة الدولة المختلفة أوسع وأشمل منها فيما مضى، فقد شملت مستوياتٍ متعددة وزارية وقضائية واقتصادية وعسكرية، وأشعرت الناس بأهميتها، وبرغبة من أجراها في تجديد الحركة والنشاط ومواكبة المرحلة المتميزة بالحركة والتجديد والتغيير محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وليس هنالك خلافٌ بين أصحاب الرأي في أهمية ضخ الدماء الجديدة في مجالات العمل المختلفة للحصول على أفضل النتائج.

ونحن هنا نوجِّه رسالة مفعمة بالأمل إلى كل من أسند إليه ولي الأمر مسؤولية صغيرة كانت أم كبيرة، نوجهها بعيداً عن الشعور بأن هذه المسؤوليات من باب التشريف لصاحبها مؤكدين أنها تكليفٌ وأمانة ومسؤولية.

نوجّه رسالة حب وأمل إليهم جميعاً ممهورة بالتقدير، ومختومة بخاتم الدعاء لهم جميعاً بالتوفيق وسداد الرأي والتنفيذ الصحيح.

ونقول لهم جميعاً: أيها الأحبّة: إنّ كلّ واحدٍ منكم يحمل الآن مسؤولية على مستوى الوطن كله، بل على مستوى الأمة؛ لأنكم تحملون أمانة العمل في بلدٍ له مكانته في العالم كله، ومكانته الخاصة في العالم الإسلامي، وتحملونها في مرحلة زمنية مشحونة بالمواقف العالمية المتناقضة فكرياً وثقافياً وسياسياً، وليست مكانة المملكة العربية السعودية ناشئة من فراغٍ، كما تعلمون، بل هي مكانة قائمة على شعور عالمي بدورها الديني الكبير بصفتها القائمة على خدمة الحرمين الشريفين، والدولة التي تعلن بوضوح أنها تعتمد منهج الشرع الإسلامي نظاماً شاملاً وسياسة معتمدة للدولة في كل جوانبها.

إن عليكم مسؤولية القيام بكل عملٍ جاد يرقى بمستوى الأداء، ويحفظ الأمانة، ويركّز جانب التميز والخصوصية التي تعطي مواقف المملكة نكهة خاصة، ضمن المواكبة الواعية القائمة التي تحققت بها الوحدة لهذه البلاد، والأمن والاستقرار اللذان تنعم بهما.

أيها الأحبّة المسؤولون: إن من أخطر ما يجري في مجال المسؤوليات العامة أن ينظر إليها الإنسان على أنها وجاهة ومغنم، وأن ينطلق في عمله من خلال هذه النظرة.

وأن أملنا كبيرٌ فيكم - على اختلاف مواقعكم ومستوى مسؤولياتكم - أن تنظروا إلى مسؤولياتكم على أنها أمانة وعبءٌ ثقيل ومغرم.

ندعو لكم من أعماق قلوبنا أن يرشدكم الله عز وجل إلى الصواب، ويديم استقرار بلادنا تحت مظلة الإسلام وقيمه الخالدة ونظامه الشامل الكامل.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد