Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/02/2009 G Issue 13292
الاربعاء 23 صفر 1430   العدد  13292
بلا تردد
التجديد رجولة مزعومة.. أو متصحّرة.. وجبليّة!!
هدى بنت فهد المعجل

 

للرجولة عند العرب مقاييس قد تسقط مقاييس الغرب..!!

فهل لهم حق إسقاطها؟!

وكيف تبني الأنثى مقاييس رجل تؤسس له في ذاكرتها؟!

ثلاثة محاور أجدها مؤهلة لأن تكون مادة حوار في برنامج تلفازي كي نقف على أرض واقع رؤيتنا أو مفهومنا للرجولة.. وهل هي مقتصرة على العرب.. مسلوبة من الغرب.. أو ربما قصروها على الرجل الخليجي وسلبوها عن أي عربي آخر سواه، عنوة!!

الرجولة خارج حيز المعنى اللغوي للكلمة، الآراء في شأن معاييرها متباينة!! تحكمها ثقافة وذهنية المتلقي، وتكون في أشد تباينها حينما تقع المقارنة بين رجولة العربي ورجولة الغربي.. أو بين رجولة الخليجي، وغير الخليجي.. حيث يرى بعضهم أن الرجولة الفعلية للرجل الخليجي وحده!! وأن معاييرها يتدخل فيها مدى تمسكه بالخشونة في أسلوب تعامله، وطريقة لفظ الكلمات والجمل بأن تفخّم أو تخرج الكلمة مثقلة!! بدليل ما أن يكبر الطفل حتى تثقل مفردته وتخشوشن!!

فهل هي تطبيق للأمر (اخشوشنوا)؟!!

وأي خشونة قُصِدتْ هنا!! حينما سارعتم نحو تطبيق اللفظ وإغفال المعنى المقصود؟!

رجولة ترونها في التمسك بالثوب والشماغ والعقال وتضييق الحركة على الجسد وأنت في رياضتك اليومية، أو نزهتك البرية، وجلساتك العائلة!!

رجولة ممارسة السلطة على الأسرة وتطبيق الوصاية على النساء بحق أو بدون وجه حق، أو تضييق الخناق عليهن وعلى الأخوات بالذات، في خروجهن ودخولهن ولبسهن وحشمتهن وفي ذائقتهن السمعية الغنائية وخلافه!!

رجولة القنوات الفضائية وطيدة العلاقة بقطيع الإبل في البر أو الصقور والحبارى في الصحراء في موسم القنص!! أو بقصائد حماسية تستعرض فن الصيد والقنص والرحلات البرية... وما شابه.. في حين لم أر ضمن رحلاتهم عرضا لرحلة بحرية لا لصيد السمك بل لاستكشاف مجاهيل ولغز البحار وما به من درر وكنوز.. ربما وصل إليها الغرب ورغم ذلك نجدنا نسقط عن الغربي رجولته لأنه ينادي والدته (ماما) ووالده (دادي)!! بينما (يمه) و(يبه) المفخمة (المفخخة) علامة جودة الرجولة ما أن يكبر الابن!!

*.. ولمنع بعد المفهوم الصحيح للرجولة في غمرة منحها لفئة وإسقاطها عن فئة أخرى دون سبب مقنع للإسقاط، وهي التي تعني بالمظهر والجوهر على حدٍ سواء، ولكن كيف وتحت أي صفة وشعار!!

عندما يثقلنا التعب ويرهقنا نتطلع إلى جدار نستند إليه، أو كرسي نجلس عليه، حتى نسترد نشاطنا ومن ثم نواصل قطع المشوار. المثل العامي يقول: (ظل راجل ولا ظل حيطة)!! وفي المثل نظر، كما وأن الرجل الكائن الحي لا يشبّه بالجدار من باب كونه جمادا إلا لمن لم يفهم المعنى جيداً!! حيث إن الرجولة، أن تكون (شهماً) (شجاعاً) (قيادياً) (جاداً) (وديعاً) (متفاهماً) (لطيفاً) في معاملتك مع الآخرين.

وهنا نرى مدى اعتنائها بالجوهر وعدم تطرقها للمظهر وهي تعبر أنها:

الشهامة، الشجاعة، القيادية، الجدية، الوداعة، التفهم، اللطف التي لابد أن تترك أثرها على مظهر المتصف بها، ولكن بمستوى معقول لا حيادية فيه ولا تجني.

لأعد مرة أخرى وأسأل هل هذه الرجولة بمعانيها تلك مستلبة من غير الخليجي!! أو من الرجل الغربي ونحن نرى في شبابنا (رجولة مزعومة أو متصحرة وجبلية).. لذا هناك كلمات متداولة ينبغي النظر في شأنها وفي كونها معقولة أو خارج نطاق العقلنة:

- قول من باب التهديد للشخص "إن كنت رجلا قابلني"

- عندما يعطي رجل آخر موعدا يقول له مستفهما "كلام رجال"؟

- أو فلانة (أخت رجال) أو (بنت رجال) أو (أم رجال)

ولن ننسى أن الشوارب كانت رمزاً للرجولة ويعاب الغربي أو يطعن في رجولته وهو بدون شارب أو لحية!! فهل النظرة مستمرة في غياب الشوارب واللحى عن وجوه رجالنا..!!!

ص.ب10919 - الدمام 31443


Happyleo2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد