Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/02/2009 G Issue 13292
الاربعاء 23 صفر 1430   العدد  13292
وتاليتها
ا.د. هند بنت ماجد الخثيلة

 

لا يزال الجدال قائماً حول عشرات الآلاف من الشهادات العلمية التي تخرج أصحابها في جامعات غير معترف بها، ومع أن تلك الشهادات وحامليها قد يكونون مؤهلين علمياً إلا أن عملية الاعتراف بالجامعة لحظة التوظيف أمرٌ لا بد منه، ولا ينظر أبداً إلى إمكانات وتأهيلات حاملي تلك الشهادات، بل ولا يسمح لهم بإجراء مقابلة للوظيفة.

الحجة الرئيسة في عدم الأخذ بتلك الشهادات هو أمر الانتساب الذي يمكن صاحبه من مواصلة دراسته وهو على رأس عمله أو دون أن ينتظم في دوام جامعي كطالب أو طالبة. ولأن هذا النوع من الدراسة تقف أمامه بعض علامات الاستفهام، إلا أنه يظل تحصيلاً جامعياً منتهياً بشهادة علمية، ويقوم الطالب بتأدية الاختبارات الجامعية في مكان تحدده الجامعة المنتسب إليها، ويقوم بمنح الدرجة بعد تقويم الاختبارات أساتذة الجامعة نفسها. فإذا كان الانتساب صورةً مهزوزةً أمام الحصول على الوظيفة أو الالتحاق بالدراسات العليا، فما الحال بالنسبة لسيل الشهادات العلمية التي يتم تحصيلها الآن عن طريق النت؟!

تفترق عن زميل لك لسنتين أو أقل، ثم تلتقي باسمه في وسائل الإعلام مسبوقاً بالحرف (دال).. تستغرب متى أصبح هذا الصديق أستاذاً يحمل شهادة الدكتوراه والمدة الزمنية التي فارقك خلالها لا يمكن أن تكفي ليحصل على الماجستير أولاً!!

لا تطول بك الحيرة لأن هناك من سيقول لك:

نالت أو نال درجة الدكتوراه من (النت)!!

فيتبادر إلى الذهن أن هذه الدرجات (ديكور) لن يفيد صاحبه لأنه حتى الساعة لا يعترف بالانتساب في كثيرٍ من الأحيان فكيف سيعترف بشهادات (النت)؟!

تهوي المفاجأة كصخرة ضخمة تحط على الرأس حين تفاجئ بأن هذه الشهادات (النتية) قد تم اعتمادها في أيام معدودة بعد حصول صاحبها عليها، بينما لا يزال حملة شهادات مقبولة في قوائم الوزارات والعالمية ينتظرون شهوراً وشهوراً ولم يحصلوا على اعتمادات لشهاداتهم بعد.

تعودنا أن نقبل توزيع بعض الوظائف على الأهل والأنساب والمعارف، لكننا لم نتعود منح الدرجات بهذا النمط!!

أرجو بل وأتمنى ألا يصل بنا الأمر إلى أن نتعود مثل هذا الأمر الذي بدأ يسري في شريان الجودة والمستوى العلمي لدينا من بعضهم، مما يبعث على القلق من نوعية الدماء التي تجري في هذه الشرايين... وتاليتها؟!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد