Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/02/2009 G Issue 13292
الاربعاء 23 صفر 1430   العدد  13292

يتفق مع الشمري ويختلف مع الزعاق:
(العقارب) دخلت يوم 10 فبراير وهذه قصة (بياع الخبل عباته)

 

المكرم رئيس التحرير حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

تعقيبا على ما كتبه الأخ سلطان المواش في عدد الجزيرة رقم (13284) ليوم الثلاثاء الموافق 15-2-1430هـ حول اختلاف موعد دخول العقارب بين كل من الباحثين الفلكيين الدكتور خالد الزعاق والأستاذ عبدالعزيز الشمري ويرى الكاتب ضياع عباءة الخبل والاختلاف في موعد بيعها بناء على اختلاف حساب الباحثين.

ومع الاحترام الشديد للباحثين ورأيهما ومكانتهما أود أن أوضح ما يلي:

أميل إلى ما ذهب إليه الباحث عبدالعزيز الشمري من أن دخول العقارب يصادف يوم الثلاثاء العاشر من شهر فبراير الموافق 15-2-1430هـ، فإذا عرفنا أن معنى النوء لنجم ما هو خروج ذلك النجم قبل طلوع الشمس بحيث ينتقل من أشعة الشمس ويدخل ظلمة آخر الليل ويكون ذلك الطلوع في الحمرة بين بياض الصبح وسواد الليل يقول الشاعر ابن الرقاع:

في حمرة لا بياض الصبح أغرقها

وقد علا الليل عنها فهو منكشف

لا ييأس الليل منها حين تتبعه

ولا النهار بها لليل يعترف

فهو يوضح أن الليل والنهار يتنازعان ذلك النجم ولا يعترف به أحدهما للآخر، ولا يمكن رؤية ذلك النجم إلا إذا كان فوق الأفق بحوالي 8 درجات وإذا كان أقل من ذلك فإنه يكون في الأفق وتتعذر رؤيته، وعند الدخول لأي برنامج حاسوبي وتتبع مسار انتقال النجوم تباعا من أشعة الشمس إلى ظلمة آخر الليل بعد إدخال إحداثيات المكان الذي تقع فيه (مدينة الرياض مثلا) نشاهد مثلا أن نجم سعد الذابح (أول العقارب) سيخرج يوم 10 فبراير من أشعة الشمس فوق الأفق عند الساعة الخامسة والدقيقة الثامنة عشرة صباحا من ذلك اليوم ويمكن لحاد البصر والعارف بموقع ذلك النجم أن يراه عند خروجه من صلاة الفجر لأن الشمس لا تطلع في ذلك اليوم إلا عند الساعة السادسة وإحدى وثلاثين دقيقة، وحيث طلوع كل نجم يتقدم يوميا بمعدل درجة واحدة تقريبا (أي حوالي 4 دقائق) وذلك نتيجة لدوران الأرض حول الشمس، ولو سلمنا بحساب الدكتور خالد الزعاق بأن العقارب قد دخلت يوم الجمعة الماضي قبل خمسة أيام فهذا يعني طلوع نجم سعد الذابح قبل 5 ? 4= 20 دقيقة أي عند الساعة الخامسة من فجر يوم الجمعة أي قبل طلوع الفجر في (ظلام الليل)، ولا يكون طلوع النجم قبل الفجر إلا في حوالي منتصف (نوء ذلك النجم) أي بعد مضي حوالي خمسة إلى ستة أيام منه، ومن يرغب التأكد عليه متابعة خروج نجم سعد الذابح والواقع في برج الجدي بعد صلاة الفجر حيث خروجه من الجهة الجنوبية الشرقية لأن ميله الزاوي بين 10 و18 درجة جنوب خط الاستواء الفلكي.أما من حيث الملاحظات والتعميمات لدى العامة والعارفين بالحساب فإن طلوع النجم (النوء) يتصاحب في الغالب مع تغيير في الجو وهذا ما حدث بالفعل وأتفق مع حساب الأستاذ عبدالعزيز الشمري وحدث ذلك مع دخول الأنواء السابقة.

أما برد (بياع الخبل عباته) والذي يسمى في بعض المناطق (بياع الكالف عباته) فإن هناك خطأ شائعا لدى الكثير من الناس بحدوثه في آخر العقارب والصواب حدوثه في أول العقارب، لأن ذلك الخبل يبيع عباته في شباط الثاني (البلدة) وقد قمت بالبحث والتحري والتأكد من ذلك لدى الكثير من كبار السن في بعض مناطق المملكة ووجدت أن السبب في استعجال بيع الخبل أو الكالف لعباته هو أن موسم البرد داخل المنازل هو المربعانية وأشدها بردا نوء الشولة ثم تدخل النعائم وتسمى (شباط) وكانوا يقولون إن المربعانية توصي ولدها شباط (النعائم) بقولها (مريت ولا ضريت ولدي عليك بالشايب والعجوز واللي شبوبهم الليف وأكلهم الدويف وجنب الولد والبنت واللي شبوبهم السمر وأكلهم التمر).

ويمتاز شباط بالبرودة خارج المنزل وشدة الهواء الذي يكون باردا وفي شباط الثاني (البلدة) يكون الجو حارا عند الجلوس في الشمس أما إذا تحرك الهواء فيكون باردا ولذلك يسمى شباط (مقرقع البيبان) وعندما يرى الخبل شدة الحرارة عند الجلوس في الشمس يستعجل ببيع عباته أو الكالف يتعجل ببيعها لحاجته إلى ثمنها ثم يتفاجأ بعودة البرد في أول العقارب لأنهم كانوا يقولون (إذا دخلت العقارب فالخير قارب) ولكنهم يقولون في سعد الذابح يحتمي الناتج ويرتعد السابح، وهذا يعني عودة البرد وهو ما يسمى برد بياع الخبل عباته أما العقرب الثانية (سعد بلع) فيقولون إذا دخل سعد بلع البرد انخلع وفي العقرب الثالثة (سعد السعود) يذوب كل جمود ويكره في الشمس القعود وهذا يعني أن عودة البرد الضار في بداية العقارب وليس آخرها، وكانوا في آخر العقارب يصعدون إلى سطوح المنازل للنوم ويقولون (اخلوا بالمهاف وأظهروا بالملاف)، وكانوا يقولون أيضا (أول البرد توقاه وآخر البرد تلقاه) ويقولون إن أول البرد محرق وآخره مورق ويفعل بالأبدان كما يفعل بالأشجار. وعلى العموم فإن موسم هذا العام للمتابع هو موسم مثالي لتحقق كل ما قيل من تجارب، فقد شاهدنا البرد في المربعانية داخل المنازل وكان على أشده في نوع الشولة ثم خارج المنازل في شباط ثم كان الحر في شباط الثاني وسارع الكثير إلى تغيير ملابسهم الشتوية ثم العودة في بداية العقارب وكان دخول الأنواء يتصاحب مع بعض التغيرات الجوية من برد أو حر أو غبار أو سحب.

د. سويلم حمد السلمان


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد