Al Jazirah NewsPaper Thursday  19/02/2009 G Issue 13293
الخميس 24 صفر 1430   العدد  13293
مَلِك التغيير
محمد بن عيسى الكنعان

 

صافح خادم الحرمين الشريفين بـ(يد التغيير) شعبه السعودي الوفي، المتطلع لكل تطوير حكومي فاعل والراغب في كل إصلاح إداري جاد، من أجل مواصلة مسيرة التحديث الكبرى، التي يقودها -حفظه الله- بحكمة واقتدار، مجسدةً نهجه السياسي الداخلي، الذي يقوم على رفعة الوطن ومصلحته بخدمة المواطن ورفاهيته، وهو ما شهدت به الأوامر الملكية الكريمة الصادرة يوم السبت 19 صفر 1430ه الموافق (14 فبراير 2009م)، تلك الأوامر التي تحدثت عن نفسها وعظمة أهميتها، بكونها تضمنت تغييرات مهمة وتعديلات قيمة وإصلاحات جوهرية، فقد جاءت (مركزة ومحددة وفاعلة) على قطاعات محورية في الهيكل العام للجهاز الحكومي السعودي، وهي (القضاء وهيئة كبار العلماء والحسبة والتعليم والصحة والإعلام والشورى)، فهذه من القطاعات الحيوية التي تمس المواطن وتتقاطع مع تفاصيل حياته اليومية بشكل مباشر ومستمر، فضلاً عن دورها البارز في إعادة تشكيل ملامح النهضة الحضارية للمملكة أمام العالم أجمع.

بتقديري أن المواطنين كانوا على ثقة برياح التغيير القادمة لأنهم يعرفون مليكهم المفدى الذي إذا قال أوفى، فكانوا يتطلعون بتفاؤل كبير لأفق الغد القريب والأمل ثم ب(أبي متعب) يملأ جيوب المستقبل، فكانت المصافحة الوطنية، والقفزة الحكومية النوعية بتلك الأوامر الملكية، التي تحمل دلالات جلية أبرزها تجديد الدماء القيادية، وتطوير العقليات الإدارية، فالدم القيادي الجديد يبعث روح العطاء في شرايين الوطن المعطاء، والعقل الإداري الفذ يصنع الإبداع الإنساني ويعزز فرص التحديث المدني ويسهم في الرقي الحضاري للمملكة. لهذا فالأمانة عظيمة والمسؤولية جسيمة على كل من شملهم التعيين الكريم في قيادات ومناصب تلك القطاعات، بأن يعملوا بإخلاص وجهد، فالمسألة (تطوير) وطن وليس (تدوير) مواطنين، خاصةً أنهم تحت قيادة (مَلِك التغيير) وفي موضع اهتمامه، مَلِك القلوب الذي خاض ملحمة الإصلاح منذ كان ولياً للعهد، وأرسى آليات التغيير مواصلاً مسير التحديث عندما تسلم مقاليد الحكم، سواءً على المستوى الجماهيري باتساع المشاركة الشعبية، من خلال الحوار الوطني أو الانتخابات البلدية، أو على المستوى الحكومي بضخ المليارات في جهازين مهمين من القطاعات الرئيسة وهما (القضاء والتعليم) وفق منهجية تطوير شاملة لمسنا أول ثمارها بتلك التغييرات الملكية، التي تنتظر تكاتف الجهود من جميع الجهات الحكومية لبلورتها واقعاً إيجابياً يحقق مصلحة الوطن والمواطن معاً كما رسمها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، فلك الشكر أيها الملك الحبيب، ولك قبلات شعبك على جبينك الأغر.



* kanaan999@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد