Al Jazirah NewsPaper Thursday  19/02/2009 G Issue 13293
الخميس 24 صفر 1430   العدد  13293
نوافذ
فضاء.. يحتفي بنورة
أميمة الخميس

 

سبق وأن عتب على الزملاء في مركز الأميرة (نورة بنت عبدالرحمن) الثقافي بعنيزة، بعدما نشرت مقالاً احتفائياً بإطلاق اسم نورة بنت عبدالرحمن على جامعة البنات، المسمى الذي وجدت فيه استعادة رمزية لتفوق النساء عبر التاريخ. ومصدر العتب كوني أغفلت مركز عنيزة على مستوى الريادة في إطلاق المسمى. ولكن يبدو أن الفضاء حولنا بات يشرع البوابات لنورة بمظهر احتفالي يبدو كمفصل لتاريخ المنطقة، فوصول نورة الفايز إلى مرتبة المعالي، هو بالتأكيد إعلان لمواسم الحصاد، من نصف قرن لتعليم المرأة.

وهو فضاء بدأ يتأنث بطريقة رسمية وواعية، فعندما تناط مسؤولية كبرى من نوع تعليم البنات إلى امرأة فهو اعتراف جهوري بتمام الأهلية التي تؤهلها على القيام بمهام منصب من هذا النوع، وهو بالتأكيد استجابة لجميع الخطط التنموية والنهضوية التي كانت تصب في صالح تأهيلها وتدريبها.

قطاع تعليم البنات كان يعاني من التجريد، ومعنى التجريد أنه كان رقماً (مجرد رقم) يفتقد البعد الإنساني، ابتدأ من الجهاز المركزي في الوزارة انتهاء بأرقام مدارس البنات. عندما تكون أنت رقماً فحتماً أنت فاقد الهوية... مجرد شيء، غامض مبهم مفتقد الأهلية. بالطبع هذا التغييب لوجود المرأة على المستوى المعنوي في ظل وجودها الكثيف على المستوى المادي في قطاع خاص بالنساء، كان يخلق إشكالية وازدواجية كبرى لطالما عانت منها المنسوبات، فيما يتعلق بالإجراءات والأنظمة والهياكل التنظيمية التي كانت (تحاك) في جلها بمعزل عن النساء وتمرر إليهن بطريقة فوقية في ظل غيابهن أو (تغييبهن) عن مواطن صناعة القرار تحت حجة أن المرأة لم تؤهل بعد للقيادة!!!!!!؟؟.

كانت المرأة في قطاع التعليم تفتقد الصلاحيات وتفتقد الاعتراف الرسمي بجدوى وجودها على مستوى القرار. والقانون الأوحد المستتب كان قانون (ولي الأمر الإداري)، فكل مديرة في الجهاز كان لابد لها من ولي أمر إداري تكاتبه وترفع له خططها وطموحاتها وتتضرع له ليوافق عليها، على اعتبار كونها مخلوقاً قاصراً أو فاقد الأهلية ولابد أن يؤخذ على يده.

ومن داخل هذه العتمة التي خيمت دهوراً، انبلج ضوء.... انشق طريق ومسار... وومضت بشارات.

من داخل تلك الخيمة التي كانت مطبقة على عيوبها وندوبها.. أشرعت بوابات على فضاء يحترم شقائق الرجال... ومكان يحتفي بنورة بنت عبدالرحمن وحفيداتها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد