Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/02/2009 G Issue 13295
السبت 26 صفر 1430   العدد  13295

وعلامات
نهضة الأمة من نهضة تعليمها!
عبد الفتاح أبو مدين

 

إنني أبادر بتهنئة صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد بصدور الإرادة السامية باختياره وزيراً للتربية والتعليم، وإنه لتقدير وثقة كريمين بأن تتولوا مسؤولية تدركون أنها ليست بالهينة، لأنها تتعلق بمستقبل أمة مكاسبها الأولى هو تعليمها لأنه كيانها الأساس في دعامة نهضتها، وليس بخاف عن سموكم أنه إذا صلح التعليم أتيح للأمة أن تنهض بمسؤولياتها العظام، فالتعليم الحق هو ما تعوّل عليه الأمم التي تستشرف مستقبلاً يراهن عليه الطامحون الذين يضعون أمام أعينهم الإخفاق قبل النجاح إن هم أخلوا بأقل نسبة في حسابات الحراص المتطلعين إلى أن ينفقوا بسخاء من أجل الارتقاء بالتعليم الأساس وهو التعليم العام، ثم التعليم الجامعي والعالي، وليس بالمال وحده يتحقق تعليم راق ذلك أنه وسيلة، إلا أن المهم والأهم من ينهض بالتعليم الذي يتحدى به أصحابه أنفسهم ليكونوا أو لا يكونوا، وهذا التحدي الخطير هو عنوان الرهان والتحدي الذي لهما ابتداء وليس لهما انتهاء، إن تعليمنا يا صاحب السمو في حاجة ملحة إلى إصلاحه لما هو عليه من ضعف وترد، وما أكثر ما كتب الكاتبون ورفعوا أصواتهم منذ عقود، وقال قائلهم إنه اتجه خلال تلك العقود وقبل أن يبلغ من يتلقونه أكثر من ستة ملايين وهو الرقم الذي نقرأه اليوم وإن لم يكن عندنا إحصاءات يعول عليها اتجه وجهة لا تحقق طموحات الأمة، فالتعليم يخرج أفواجاً جديدة أمية بغية تفريغ الفصول لتستقبل أفواجاً جديدة تحصيلها مزيد من الأمية، وهو مستقبل مظلم، وليس هذا الوصف مرده نظرة تشاؤمية وإنما هو نتاج واقع مرير: ولست أريد أن أثقل على سموكم عبر رسالة هدفها الأول التهنئة والدعاء بالتوفيق وعون الله، غير أن رؤى الغير يدفعهم إلى قرع ناقوس ونواقيس الأخطار المحدقة بكيانات تعليمنا بلا استثناء، وواجب على أصحاب الرأي أن يصدقوا القول لكي لا يتهموا بالتقصير إن هم صمتوا أو رددوا قول المتخاذلين: ليس في الإمكان أحسن مما كان: أرجو يا سيدي أن تستعينوا بخبراء كبار من الأمم التي استطاعت أن ترقى بتعليمها إلى سماك السماء، لاستدراك الانهيار التعليمي عندنا وهي أمانة ثقيلة جداً ولكن أداءها كما ينبغي ليس مستحيلاً على الطامحين وأحسب أن سموكم منهم، ولا أدل على ذلك من اختيار ولي أمرنا لكم في معترك خطير، وإذا كان ذلك امتحاناً فأنا أزعم أنكم أهل لهذا الامتحان بعون الله وتوفيقه، وما أفتأ أردد قول الشاعر:

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة

فإن فساد الرأي أن تتردّدا

أرجو أن يقبل سموكم من محب مخلص هذا النذير لأنه يغار على وطنه ويريد أن يكون مثالاً يحتذى في كل توجهه، وفي مقدمة همومه وأهمها التعليم لأنه مقياس رقي أي أمة طامحة، ونحن لسنا أقل الطامحين ولسنا أدناهم، وإني أتطلع إلى وثبات سموكم عبر خطة يستدرك بها ما أفسد الزمن، والحديث طويل، لكني أرجئ المزيد إلى عودتي للوطن لأدلي بدلوي في الدلاء بغية أن تتبنوا مشروعاً للتعليم العام تفرح به صدور قوم محبين لوطن عزيز وغال، أعانكم الله ونائبيكم معالي الأخ فيصل بن معمر، ومعالي الدكتور خالد بن عبدالله السبتي، والله يسدد على الخير خطاكم.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد