Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/02/2009 G Issue 13298
الثلاثاء 29 صفر 1430   العدد  13298
الحبر الأخضر
أصحاب المعالي والقسم العظيم
د. عثمان بن صالح العامر

 

لا أعتقد أن أحداً منا ينسى كلمات خادم الحرمين الشريفين- وفقه الله ورعاه- لحظة تسنمه سدة الحكم، وجزماً جميعنا تابع جولاته المباركة على مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة التي تولد منها تأكيده على وجوب تحقيق عدالة التوزيع بين أجزاء الوطن والاهتمام الفعلي بالمناطق (الأقل حظا في التنمية).. لقد استشعر عبد الله بن عبد العزيز مسئوليته أمام الله عز وجل عن إنسان الوطن فشدد على وجوب الاهتمام بالعقل السعودي من خلال التعليم (العام والعالي) فهو المفتاح للبناء والركن الأساس للتطوير، كما اهتم بشأن الصحة والأمن والمعاش -والحديث في هذا يطول-، وأدرك- رعاه الله- بثاقب بصيرته وصادق مشاعره أهمية عدالة التوزيع، وضرورة تحقيق النهضة الشاملة والمتوازنة في طول البلاد وعرضها شمالها وجنوبها، وحاجة المواطن في عدد من مناطق المملكة إلى أن يرفل بنعيم التنمية المستدامة ويزول عنه الثالوث القاتل المعروف، أدرك هذا كله فذكر تلك المناطق) الأقل حظاً في مضمار التنمية الشاملة) بالاسم وحددها أمام الجميع بكل صراحة ووضوح، وطالب الجميع خاصة الوزراء المعنيين بوجوب الاهتمام بها وتفعيل حركة التنمية في قطاعاتها المختلفة.. ومع ذلك فعجلة التنمية في هذه الأجزاء من الوطن المعطاء وإن تحركت أفضل مما كان عليه الحال من قبل إلا أنها وللأسف الشديد تتحرك ببطء مقارنة ببقية مناطق المملكة خاصة في ظل ضعف القطاعين الخاص والأهلي فيها، فالعقبات والإشكاليات التي تقف حجر عثرة أمام الإدارات الوسطى والجهات التنفيذية في المناطق محل الحديث ما زالت حاضرة والمخصصات المالية والمشاريع التطورية لم تتغير بعد رغم الجهود التي يبذلها أصحاب السمو الملكي أمراء هذه المناطق ورغم التصريحات التي صرح بها المسئولون عن هذه القطاع أو ذاك خلال زياراتهم المختلفة لهذه المنطقة أو تلك، إننا نحن سكان هذه المناطق في الوقت الذي نثمن فيه جهود من سبق من أصحاب المعالي الوزراء نبارك لكم أصحاب المعالي ثقة ولي الأمر ونشد على أيديكم وندعو الله لكم بالتوفيق والسداد،، لقد حاولنا مثل غيرنا أن نتفرس بملامح وجوهكم أن نقرئكم من أخصم أقدامكم حتى مفارق رؤوسكم وأنتم تتلون القسم العظيم بين يدي خادم الحرمين الشريفين.. حاولنا معرفة كل شيء عنكم من خلال سيركم الذاتية ،، من كلام الناس ,,من ثنايا ما يكتب في وسائل الإعلام، وقد أغرانا كل هذا أن نذكركم بنا نحن أبناء وقاطني المناطق الأقل حظاً في التنمية، نذكركم أننا بحاجة ماسة إلى التفاتة صادقة في ظل العهد الجديد، التفاتة طالب بها وأكد عليها خادم الحرمين في أكثر من مناسبة، إننا نتطلع لعهد مشرق يجعل المريض يحصل على جميع الخدمات العلاجية داخل منطقته ولا يحتاج إلا المجيء إلى الرياض أو الذهاب لجدة من أجل الحصول على العلاج وهو العاجز والضعيف والمحتاج!!، نتطلع لعهد مشرق يمنح الطالب الذي يقطن القرية والهجرة مستوى تعليميا وتربويا مماثلا لنظيره في المدينة والمحافظة، نتطلع لعهد يرتقي فيه الوعي المجتمعي وتقل فيه نسبة البطالة بين الشباب ذكوراً وإناثا ويقضى فيه بين الخصمين في وقت قصير ويحدد فيه مسار التنمية حسب خطة إستراتيجية واضحة وتتوفر فيه فرص الحياة السعيدة لكل مجتهد، عهد تغيب فيه المحسوبية والعصبية والشللية، عهد تتسع فيه خارطة الإعلام السعودي وتتغير حدود المشاركين فيه ليكون صوتاً لكل المواطنين والمثقفين في الوطن المعطاء، عهد يستضيف المثقف من الجنوب والشمال من الشرقية والغربية كما هو الحال الآن مع مثقفي الوسطى وجامعات العاصمة الرياض!!

أما جمعية حقوق الإنسان فإننا نسمع عنها ونتابع أخبارها ولم نفكر فيما سبق بأن يكون لها فروع في هذه المناطق لأننا نعتقد أن بيننا وبين ذلك زمن طويل ومسافة شاسعة ولكن أملنا في الله ثم بكم أيها الوزراء الأعزاء أملنا بكم كبير في أن تحرقوا المراحل وتقصروا المسافات وتقربوا الهوة وتجسدوا التوجه الراقي من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين تجسدوه واقعاً في حياة الناس وليس ذلك بعزيز ولا هو مستحيلا في ظل الدعم المادي والمعنوي الكبير والمساندة والمؤازرة القوية والواضحة للجميع ولكم منا العون والدعاء والله يوفقكم ويحفظكم ويرعاكم ودمت عزيزاً يا وطني.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد