Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/02/2009 G Issue 13298
الثلاثاء 29 صفر 1430   العدد  13298
ممر
كيمياء الإعلام
ناصر الصرامي

 

إمارة في الشعر، وعلم في الكيمياء، وسفر عبر سلك دبلوماسي، ثم كرسي الوزارة، يأتي الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة، وعلى عاتقه آمال سقفها عال، آمال تفوق حد المجاملة أمام وزارة ثقيلة ومنهكة بأجهزتها، ومؤسسات إعلامية تقليدية في الداخل.

شهادة بكالوريوس ودكتوراه في الكيمياء، جديرة بأن تمكنه من تفكيك تركيبة الثقافة والإعلام التي أنجزت في معمل قديم، وإعادة تركيبها في معمل جديد يتماشى مع العصر ومتطلباته وأدواته وحركته.

فصحافة الأفراد التي تحولت إلى مؤسسات صحفية حققت توسعا وتطويرا لبنيتها التحتية، إلا أنها بحاجة اليوم لنقلة ثالثة، تجعلها قادرة على التحديث ومواجهة التحديات الإعلامية والمنافسة، لتشملها حركة الإصلاح النشطة في البلاد، حيث المرحلة تتطلب دخول عصر الشركات بعد نحو خمسة عقود كمؤسسات مساهمة مغلقة، غيب الموت أكثر المؤسسين لها، واقع أصبح معه التحول إلى شركات مساهمة بطرحها للاكتتاب العام، مع فصل الملكية عن جهاز التحرير ضرورة مرحلية ووطنية.

والوزير الذي تولى منصب وكيل وزارة الإعلام للشؤون الإعلامية وقام بأعمال مدير عام جهاز تلفزيون الخليج سابقا، هو الأقرب للبدء في تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة مستقلة.

إن تفكيك الأجهزة التابعة للوزارة وتحويلها إلى هيئات ومؤسسات مستقلة، سيكون مريحا لناحية ديناميكية أدائها الإعلامي دون أن تلام الوزارة على كل شاردة وواردة، مع بقاء هذه المؤسسات في فلك السياسة الإعلامية، والحال يقودنا إلى سؤال حول استراتيجياتنا الإعلامية الوطنية.

وكالة الأنباء الرسمية - واس، ينتظر أن تقدم نفسها كوكالة أنباء إخبارية مصورة ومعتبرة، يغطي مراسلوها كافة أنحاء المملكة وربوعها، ويزودون العالم بالتقارير والأخبار والصور التي تستحق أن تعبر عن القيمة الحضارية والاقتصادية والسياسية للبلاد.

والسفير الذي مثل بلاده في أهم العواصم العالمية، يستوعب أهمية الإعلام الخارجي وقوته في التأثير على صورتنا الذهنية من خلال ما ينشر في صحف عربية ويمر دون متابعة أو رصد مما يطرح أهمية تفعيل الإعلام الخارجي، وتفعيل المكاتب الإعلامية الخارجية التي تقلصت في أهم مدن ومناطق التأثير الإعلامي.

يضاف إلى ذلك التحفظ غير المبرر في منح فيزة للزيارة، لمن مهنته (إعلامي أو صحفي)، حيث لم يعد تطفل صحفي أجنبي أمرا مزعجا مع تطور كاميرا المحمول وتقنيات الاتصال، بل نحن بحاجة لتغير الكثير من القناعات السلبية المترسبة عن الوطن وأهله.

ليتشكل مكانها قناعات أحدث تجاهر بكل ما هو سعودي بحب ودون خوف.

وللثقافة حديث آخر..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد