Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/02/2009 G Issue 13298
الثلاثاء 29 صفر 1430   العدد  13298

دفق قلم
أسلمت فعلِّمني
عبدالرحمن بن صالح العشماوي

 

مشروع مبارك بدأه منذ سنوات مكتب دعوة الجاليات بحي البديعة في مدينة الرياض، وهو أكبر مشروع تعليمي للجاليات بثماني لغات، مشروع بدأ بعدد قليل من الملتحقين به من المعتنقين للإسلام، وأصبح الآن يضم ألفاً ومائة وستة وسبعين طالباً من داخل وخارج الرياض، وهو مشروع يحظى باهتمام إخوتنا الداخلين إلى رياض ديننا الحنيف، ومن بين طلاب هذا المشروع طالب يحضر أسبوعياً من الأفلاج إلى الرياض ليستكمل تعاليم وعلوم دينه الإسلامي الحنيف.

ونحن هنا نشيد بالدور الكبير الذي تقوم به مكاتب دعوة الجاليات المنتشرة في أنحاء بلادنا تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية؛ فهي خطوة ناجحة، ومبادرة عملية، نزلت إلى أرض التطبيق، واختارت طريق العمل، فكان ولا يزال وسيظل أثرها كبيراً.

إنّ من أجمل ما نشاهده في هذه المكاتب المباركة التجديد المستمر في أساليب دعوة الجاليات، ووضع الخطط القابلة للتنفيذ مباشرة، والاستثمار الحقيقي لأساليب الإدارة الحديثة، ولوسائل التقنية المتطورة، ولهذا تأتي نتائج عملها كبيرة مبهرة، محققة الأهداف بصورة ممتازة.

محاضرات بأساليب مناسبة تعرِّف غير المسلمين الذين يعملون في المملكة على الإسلام، ومسابقات ثقافية ورياضية، ورحلات برية، وندوات، وملتقيات، وبرامج حاسوبية متطورة، ودخول مدروس إلى عالم الشبكة العنكبوتية أصبح أثره عالمياً وليس محلياً، وتعامل راقٍ مع الناس على اختلاف مستويات أعمالهم جعلهم - خاصة طبقة العمال منهم - يشيدون بهذا التعامل، ويدخلون بسببه في أحيان كثيرة الإسلام مقتنعين منشرحي الصدور.

لقد استطاعت مكاتب دعوة الجاليات في المملكة أن تتخطى حواجز التنظير والكلام، إلى جانب التطبيق والعمل، وهي بهذا تضع بين أيدينا أسلوباً عملياً يؤكد لنا أن إشعال شمعة في الظلام خير من سب الظلام ألف مرة.

لقد أصبحت هذه المكاتب مأوى لكثير من الموظفين والعمال، يزكي أرواحهم، ويريح نفوسهم، ويهديهم - بتوفيق الله - إلى سواء السبيل.

ولقد صار من أبرز أعمال القائمين على هذه المكاتب - وفقهم الله - رفع الظلم عن المظلومين من الجاليات، والإسهام في حل ما يحدث من المشكلات بين الكفلاء ومكفوليهم، وبين المتسوقين والباعة من المسلمين وغيرهم، وقد أسهمت هذه الأعمال الإصلاحية، وما يصاحبها من الأخلاق الطيبة وحسن التعامل في إسلام الآلاف من أبناء الجاليات.

(أسلمت فعلِّمني) مشروع يستحق الإشادة لأنه يقوم بمتابعة من دَخَل الإسلام لتعليمه كيف يطبق الإسلام صلاة وصياماً وزكاة وحجاً وعمرة وعملاً، وهو مشروع عملي ممتاز يدل على وجود تخطيط سليم في عمل هذه المكاتب المباركة.

ولم تغفل مكاتب دعوة الجاليات الجانب النسائي؛ فقد أولته اهتماماً خاصاً مواكباً لجانب الرجال، فأصبح لديها داعيات من الجنسية الفلبينية والهندية والسريلانكية والإندونيسية يقمن بدعوة النساء غير المسلمات إلى الإسلام، وبتثقيف المسلمات وتعليمهن أمور دينهن.

مشروع يستحق دعمنا جميعاً مادياً ومعنوياً.

إشارة:

مكسب المرء في الحياة نضال

في سبيل الهدى وذكر جميل


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد