Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/02/2009 G Issue 13299
الاربعاء 30 صفر 1430   العدد  13299
يا أيها الفلسطينيون اعقلوا واتحدوا!
رمضان جريدي العنزي

 

يبدو أن الإخوة الفلسطينيين وكان بوابة الجحيم التي قد فتحت عليهم أو هم الذين قد فتحوها على أنفسهم من خلال التصريحات النارية والاتهامات المتبادلة والمشاريع القادمة التي يبشرون بعضهم بها ويروجون لها تحت عناوين أصبحت غير حقيقية بل كاذبة ومزيفة ومكشوفة ومدفوعة...

... الثمن ويقف وراءها ما الله به عليم، حتى الآن والفلسطينيون قد دفعوا من الضحايا أكثر مما يجب أن يدفع ولو توفر للفلسطينيين عقلاء وراشدون ومخلصون ومحبون لقضيتهم ولأرضهم ولشعبهم لتجنب الفلسطينيين كل هذه الخسائر البشرية والمادية ولكان الفلسطينيون ينعمون الآن بالإيجابيات أكثر من السلبيات، ولكان الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار والبناء يعم أرجاء الأرض الفلسطينية المحررة، أينما تلتفت تجد أن غير الفلسطينيين هم الرابحون، وأن الفلسطينيين هم الخاسرون، لذا يجب على الفلسطينيين أن يتحرروا من الكراهية والثار والعقد النفسية إذا أرادوا أن يسودوا وعليهم أن يتحدوا ويستقبلوا بعضهم بالورود والزغاريد والرقصات الشعبية وعليهم أن يقلبوا أتراحهم إلى أفراح والأحزان إلى أعراس ويهيموا بحب الوطن والقضية ويرفضوا الحقد وجحد المعروف وتصفية الحسابات والانتقام وذكريات الأيام السود، العقلاء في فلسطين عليهم أن يلملموا جراحهم، ويكتموا غيظهم، ويكبروا على آلامهم ويحاولوا النسيان، وعليهم ألا يكونوا شغوفين بلعق الدماء والتلذذ بالتفرج عليها، وعليهم أن يدركوا جيدا أن العالم والسياسات والأيدلوجيات التي دفعتهم بقوة إلى المحرقة والموت أصبح متفرجا ومستمتعا بمنظر الدماء الفلسطينية دون أن يحرك ساكنا أو يلوح بالعصا، بل اكتفوا بالتظاهر والاحتجاج ورفع الأصوات دون أن تذرف دموعهم حزنا وأسى على الشعب الفلسطيني المذبوح من الوريد إلى الوريد، وكأنهم يشاهدون دماء الأضحيات في مشاعر منى صباح يوم العيد، أن العقلاء في فلسطين عليهم أن يعوا جيدا ويدركوا ويتأملوا ويفهموا الدرس الكبير، وعليهم أيضا أن يلجموا التدخل الأجنبي الذي تحول من بلاء إلى عزاء، ومن كارثة إلى غنيمة، ومن مصيبة إلى مكسب كبير أن على الفلسطينيين بكل أطيافهم وفئاتهم واتجاهاتهم ألا يتسابقوا إلى القتل والاستماع إلى الآخرين الأعداء بل عليهم أن يفكروا كيف يتقدموا وكيف يصنعون للأجيال الفلسطينية القادمة المجد والعلو والاستطالة والخلود.



ramadanalanezi@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد