Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/02/2009 G Issue 13299
الاربعاء 30 صفر 1430   العدد  13299
الأشرعة
كانت سوالف
ميسون أبوبكر

 

شهرزاد هي.. تحت سماء مطرزة بالنجوم.. وفي حضرة حلم شرعت له الحياة نوافذها.. وفتحت أبوابها على مصاريعها.. هناك في ركن من البهجة، جلست الفتاة ترسم حلمها على جدار الصمت بألوان قزح لتشكل من الحلم جناحين من نور يحملاها إلى مرافئ الشمس ومرافئ مستقبل يعدها بالكثير.

شهرزاد هي تتقن قص الحكايا.. وسرد أحلامها.. شهرزاد حين يصطحبها الليل يشدو على أوتار صوتها العذب الذي لا يتوقف عن الشدو إلا حين يصيح الديك معلنا قدوم الصباح..

كانت سوالف وأحلام فتاة رسمتها بالألوان.. سماء صافية.. وبحر شفاف ونوارس ترشق رذاذه في الهواء..تفرد بياض جناحيها وتصفق وتغني والموج. من النجوم تغزل قلادتها تعلق مأساتها قرب نبضها وتعلق بينها أملا لطالما أنست به.

كانت سوالف تلك التي دارت على رحى الأمسيات وهمست بها لرفيقة العمر عن عرين يضم لوحاتها، آه ما أعذب الحلم حين ينسكب زلالا مرتعشا بالبهجة.

واليوم وهي تقف في المكان تطل على المملكة من جهات النافذة، واللوحات معلقة على جدران الحقيقة.. لوحاتها ولوحات تشكيليين سعوديين وعرب قصدوا عرينها لإقامة معارضهم..حين تقف على أرض الحقيقة بعد أن كانت على ناصية الحلم تنتشي سعادةً بانتصارها، فقد تعانق النورس والبحر.. واحتضنت مرآة الماء نجوم السماء.. وعلى نافذة القلب استقرت الغيمات وألقت حملها ليورق النبض.. بالأمس كان حلماً وكانت سوالف واليوم صارت جزءا من نسيج ذاكرتها كلما قلبت أوراقها انبعثت منها كالعود.

كانت سوالف.. واليوم تقف على أرضها وتطل منها إلى سماوات الحقيقة من ارتفاع ما يزيد عن الخمسين طابقاً من مبنى المملكة.

حين أقصد معرض شذا الطاسان لحضور فعالية تشكيلية أشعر بالفخر.. تأخذني لوحاتها وألوانها لما وراء المرئي فألهج بقراءة الصورة.. أترجم خلجاتها.. وأفسر مغزى اللون الذي تكتب فيه إبداعها.. موقعة بأحرف من إبداع أسفل اللوحة..

*******

للون مع أماني العايد حكاية أخرى.. ابتدأ الحلم بريشة كفنانة تشكيلية تخرجت من جامعة الملك سعود قسم الفنون الجميلة لتتحول بعد ذلك من إبداع اللون إلى هندسة المكان، وتأثيث الحياة بصيغة جديدة اللون أحد أركانها والإحساس ركن مهم يجمل الأشياء ويصوغها بشكل آخر.

ابتدأت حكاية أماني كمصممة ديكور هاوية في إطار الأهل والأصدقاء حيث كان ما أنجزته ونالت به استحسانهم دافعاً للنجاح والاستمرار والتوسع حتى صارت جزءا من شارع التخصصي الذي تقيم فيه معرضها volute الذي قصدته ذات مساء لاختيار ديكور برنامجي الثقافي (مرافئ).

ثقافة اللون والصورة.. كثقافة الكلمة، والحلم حين تطبق عليه الحقيقة جفونها نحتفظ به داخلنا ليصير واقعا يتلمس خطاه على أديم الحياة وذكرى تتعتق كلما مضينا بها نعبر ضفاف الحياة.

نساء على خارطة الإبداع.. منهن امرأة تربوية وأم لخمسة أطفال صدر الأمر الملكي السامي بتقليدها وسام شرف يتمثل بتنصيبها نائبة لوزير التربية والتعليم لشؤون البنات.. أكيد هي معالي الدكتورة نورة الفايز -وفقها الله- فتنصيبها من قبل قائد هذه البلاد هو وسام لكل امرأة سعودية وتشريف للمرأة في هذا البلد الغالي.

طوبى لهن.. طريقهن بدأت بخطوة.. كانت سوالف.. واليوم حقيقة وأمل.

***********

آخر البحر

من ديواني قل للغياب أنا هنا

أتوسد ليلي

أغلق عيني.. لتفتح أبوابُ الأحلامْ

تلك أنا

مثل هلال يغرسُ في عَتم الليلِ

خنجرَ أشواقه

ويطوقُ خاصرة الكون..

تحترقُ نجومي وتصيرُ رمادا

أنثرُها فوقَ عباءةِ ليلي

كلآلئَ تخترقُ ضبابَ العتمة

بيضاءٌ مثل سحابة صيف

تأخذني معها الريحْ..

تضربُ أشرعتي

وأسافر في أروقة الدنيا



maysoonabubaker@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد