Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/02/2009 G Issue 13299
الاربعاء 30 صفر 1430   العدد  13299
بلا تردد
فلسفة إهداء البنات للشباب
هدى بنت فهد المعجل

 

- أفهم أنه لنا حق إهداء ما نملك.

- أما ما لا نملك فليس لنا حق إهدائه!!

- بمعنى، أنك تهدي لمن تريد أو تحب ساعتك، سيارتك، قلمك، حقيبتك، شيء من ممتلكاتك!!

- الابنة!! - حسب رؤية شرعية - ليست ضمن ممتلكات أحد، سوى نفسها وموجدها (سبحانه).

ليست ضمن ممتلكات أب أو أخ أو أي قريب آخر لها مهما اشتدت قرابته!!!

- إذاً على أي قاعدة شرعية استند ذلك الأب، وهو يقدم ابنته هدية لابن أخته (فقط) لأنه تبرع لوالده برئته..!!

- (أحمر بالخط العريض) برنامج حيويي في قناة الLBC قدم ابن أهدى رئته لأبيه فكان أن كافأه خاله بابنته زوجة له هدية نظير صنيعه..!!

كان يجد به إهداءه مبلغاً يعينه على الزواج، أو أرضاً، أو سيارة أو مما يمتلك، أما ابنته من الجرم ارتكاب هذا الفعل الدنيء!!

الموقف أشبه بمن يحلف تطليقاً لزوجته إن لم تلب له دعوة، أو تقبل مساعدة منه!!

بحيث غدت الابنة، الأخت، الزوجة بين أصبعين من أصابع الرجل المؤتمر بها يقلبها كيفما شاء!!

القضية ليست جديدة علينا لكنها في تجدد دائم ومستمر.. بدليل أن البرنامج عُرض قريباً جداً، وقدم لقطة للخال وهو في زيارة لابن أخته يهدي ابنته، وكأن هذا الشاب ممن فتح بلاد الهند والسند أو خاض المعارك الجسام!!

هل أخذ الأب موافقة الابنة قبل أن يُقْدِم على تصرفه؟

وإن أخذه!! قد توافق خجلاً من والدها، أو خشية من غضبه وخوفاً.. أي قد توافق مرغمة.. حيث ليس من المنطق تقديم البنات هدايا وهبات لأننا آباء لهم.. فالأبوة لا تعني ملكية الشيء بل رعايته والاعتناء به والحرص عليه.

الموقف يتكرر كثيراً.. ما أن يعجب رجل بآخر، برجولته، صفاته اللافتة، شهامته حتى يصطاد الرجل بإهدائه الابنة المغلوب على أمرها أو الأخت!!

أعراف وتقاليد يتباهون بها كثيراً.. فكيف هي صورة الابنة/ الزوجة حينما يذكرها زوجها بأنها مهداة له..!!

وإن قال قائل: إننا نهدي أعز ما نملك وأثمنه وفي إهداء تأكيد على كونها قيمة ثمينة، فهي حجة واهية لأنها غير مملوكة له!!

الإسلام كرّم النساء وصان عزتهن بتخصيص المهور لهن، والتماس ولو خاتماً من حديد، وفجأة يأتي أب يقدمها هدية لمن توسم فيه سمات الرجولة التي ربما تكون رجولة من زاوية في حين باقي زوايا الرجولة فيه مفتقدة!! التضحية ليس قمة الرجولة.

هناك زوايا مهمة تنشدها الفتاة في زوج المستقبل كحسن العشرة، والأخلاق الرفيع، وديناميكيته في إدارة بيته وأسرته، صفات ربما لا تتوفر فيه فيكون غير مهيأ لأن يصبح لتلك الابنة زوجاً.. لكنها تزوجته!! فقط لأن رئته ترفل في صدر والده وتتربى!!

ص.ب 10919 - الدمام31443










Happyleo2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد