Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/02/2009 G Issue 13299
الاربعاء 30 صفر 1430   العدد  13299
ليس الذكر كالأنثى
دانيا عبدالرحمن بن محيسن

 

لا تتوقف الفروق بين الجنسين على مجرد التكوين الجسمي والعقلي بل تتعدى إلى ما هو أبعد من ذلك. تختلف المرأة عن الرجل حتى في مصادر السعادة. ليس كل ما يسعد الرجل يسعد المرأة والعكس صحيح معادلة بسيطة تحمل في طياتها المعنى الكثير لو فهمها كل زوج وزوجة لأصبحت حلا لكثير من المشاكل التي تواجههم ولوضعت حدا أمام حالات الطلاق المتزايدة. هي تشتكي من عنفه معها وفقدان المعاملة اللطيفة والآخر هرب من المنزل ليبحث عن السعادة المفقودة إلى أن يصلوا إلى حياة جافة تعيسة بالرغم من امتلاكهم الحل فمعرفة كل منهم كيفية إسعاد الآخر كفيل باستمرار تلك العلاقة المقدسة. فقد أثبتت البحوث أن الزواج يعتبر من أهم مصادر السعادة عند الرجل في حين تعتبر العلاقات الاجتماعية وعقد الصداقات أهم مصادر السعادة عند المرأة وإن كانت البحوث والدراسات أثبتت أن المتزوجين بوجه عام أكثر سعادة من العزاب أو الأرامل أو المطلقين إلا أن هذا التأثير أعلى لدى الذكور منه لدى الإناث ولو أسقطنا ذلك على الواقع نجد في حين أن المرأة تتهاتف على الهاتف بعد سماع الرنة الأولى وكلها رجاء أن تكون إحدى صديقاتها لتدردش معها نجد الرجل يعبس وجهه عند سماع هاتفه ويتشكى من إزعاج الناس له وفقده للراحة حتى في منزله ويجد أن هذه الساعات الطوال التي تقضيها النساء في تبادل أطراف الحديث التي توجد في المرأة سعادة لا توصف ضياع للوقت ودليل على صغر عقل المرأة. وتشير بعض الأدلة إلى أن الرجال غير المتزوجين أقل سعادة من النساء غير المتزوجات مما يوحي بأن فائدة الزواج للرجال أكثر من فائدته للنساء أضف على ذلك أن الرجال يحصلون على إشباع أكثر من الزواج إذا ما قورنوا بالنساء فالزوجات يوفرن للأزواج دعماً اجتماعياً أكثر مما يوفره لهن الأزواج وهن يقمن بدور أكبر كمحل للثقة وحفظ الأسرار بينما المرأة تلجأ إلى صديقاتها أو قريباتها للحصول على الدعم.

وتشير نتائج كثير من البحوث إلى أن النساء يكونّ علاقات صداقة أوثق من الرجال وتستغرقهن أحاديث أكثر خصوصية ويكشفن عن درجات أعمق من البوح بمكنون النفس هذا بينما يميل الرجال إلى الانغماس في أنشطة مشتركة مع الأصدقاء كممارسة الرياضة وتدور معظم أحاديثهم حول الرياضة والعمل والموضوعات الأقل خصوصية. ولا يقتصر الأمر على ذلك فقد أثبتت البحوث أن وجود طفل ذكر في المنزل كفيل بأن يجعل الحياة الزوجية أكثر قلقاً وأقل سعادة وخاصة إذا كانوا مراهقين وإن كان وجود الأطفال عموماً على خلاف ما نعتقد يؤثر على الشعور بالسعادة إذا ما قورنوا بمن ليس لديهم أبناء إلا أن تأثير الطفل الذكر في الشعور بالسعادة يفوق تأثير الأنثى. إلا أنه في النهاية هذه الفروق الشاسعة لا تخلق جداراً فاصلاً فهو اختلاف تكامل لاختلاف تضاد فالمرأة الرقة والحنان والسكن والرجل العطف والأمان والقوة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد