Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/02/2009 G Issue 13299
الاربعاء 30 صفر 1430   العدد  13299

ورحل والدا صديقي!!
حمد بن عبدالرحمن الدعيج

 

آه يا دنيا كم فيك من الأحزان.. كم فيك من مسارب للدموع والآهات.. آه ما أصعب الفراق.

رحل الغالي صديقي الودود عبد العزيز العنقري منذ ما ينيف على أربعة أعوام، وتألمت لفقده كثيراً، وما زلت.! وآلمني ونكأ جراحي رحيل والدته رحمهما الله قبل شهر.. وازدادت أحزاني برحيل والده عثمان منذ أسبوعين.. إنها حياض الأحزان تجبرنا هذه الدنيا على ورودها.

نعم هذه هي الأقدار، هذه هي الأعمار، والأعمار أقدار.. رحمكم الله يا أحبتي الذين رحلوا.. وأبشر يا أبا رائد، لقد جاء إليك والداك.. أبشر بقدومهما إلى جنات الخالق إن شاء الله.. تبقى من ذكراكم (رائد) حفظه الله وأطال الله في عمره وجعله باراً بكم في مماتكم إن شاء الله.

آه ما أصعب الفراق.. ما أصعب نكء الجراح وتجديد الأحزان.. لقد هانت الدمعة في اكتهال أعمارنا حقيقة، فعندما تتقلب الأحزان والمواجع تئن الأيام، وكلنا في هذه الحياة نسير بمرتفعات ومنخفضات حسية منها ما هي رائعة وتتمثل في جمالية الدنيا، وفي المقابل تكون هناك منغصات لهذه الحياة من غمام الحزن عندما تنهمر دموع لفَقْد عزيز أو حبيب، قال تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا) الآيات تصوير لهذه الدنيا الفانية، كم نتصارع فيها، ونتحاقد، ونتحاسد، ونستغل كراسينا في الانتقام من الآخرين الذين يتواجدون على الطرف الآخر؛ لأنهم لا يتوافقون مع آرائنا بل يخالفونها!

ونتجادل بكل عنفوان أحمق، ونتقاتل وما أجمل الدنيا عندما نتعامل معها بالطريقة الصحيحة وهي أن نُصغّرها في أعيننا وأنها زائلة، ما أجملها عندما ننظر بمنظار التفاؤل وأن ننبذ التشاؤم.

كم تكون ضيقة ولكن الله سبحانه وتعالى ذكرنا بكثير من الأمور التي يجب أن تُتّبع مثل: (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ) فما أجمل الصبر الذي كان يجب أن يكون وأن يتحلى به المؤمن فهو سمة المؤمنين, كذلك (الصلاة) وهي عمود الدين التي تعالج سوانح الأحزان والآلام في دنيانا، والحمد لله الذي جعلنا مسلمين.

إلى جنة الخلد يا أبا عبد العزيز ويا أم عبد العزيز وقبلئذ يا صديقي عبد العزيز (أبا رائد) جمعنا الله وإياكم في مستقر رحمته، والله المستعان.. على تلك الجراح بكى قصيدي:

وداعٍ يا عثمان عقب الحليله

ومن عقب ما راح الولد صار ما صار

حالك تدهو والمره في مليله

ونهاية الدنيا مفارق عن الدار

وداعة الله في جنان خميله

الله يجمعنا بكم ريف وانهار

في جنة الفردوس دار جميله

مع (أبو رائد) جمعكم نهر وازهار

دنيا دنيه كنها وقم ليله

راحت مثل حلمٍ على طيف الأعمار

يا ما اجتمعتم جيل يقفاه جيله

وياما افترقتم مع صواريف الأقدار

الكل رايح ما لنا من وسيله

لابدنا نرحل من صغار وكبار

الوقت يطردنا على ظهر خيله

وحنا بعد نطرده بعلوم واخبار

ياما تظللتم ظلال المقيله

لو صار في حوم الزمن عج واغبار

واليوم كلن راح عابر سبيله

انحت به الدنيا والأيام معبار

يا شينها لاجت خليل وخليله

ثم فرقتهم دون موعد ومعذار

مع هادم اللذات يوم يجي له

كل ابن آدم له ترى الموت زوار


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد