Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/02/2009 G Issue 13300
الخميس 01 ربيع الأول 1430   العدد  13300
دعم وتمويل الإرهاب
فضل بن سعد البوعينين

 

كَشَفَ (محمد العوفي) أحد القادة الميدانيين لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب عن (انضمام جنسيات مختلفة من بينها إيرانيون) للتنظيم في اليمن. وجود العناصر الإيرانية يكشف عن حجم الدعم، التمويل،..

والتنسيق الذي تقدمه إيران للقاعدة. ظهور العناصر الإيرانية في اليمن يمكن أن يؤكد المعلومات التي تتحدث عن التمويل الإيراني للجماعات الإرهابية في المنطقة. إيران تستنزف ميزانيتها لدعم، وتجنيد الجماعات الموالية لها في بعض الدول العربية والخليجية. لم يعتقد الكثير بإمكانية نجاح المد الثوري الإيراني في بعض الدول العربية المتشددة عقدياً، إلا أن الأموال الإيرانية نجحت في استمالة كثير من الجماعات العربية التي تنازلت عن قناعاتها الإيديولوجية مقابل تحقيق بعض المكاسب السياسية والمالية.

إيران تدفع بسخاء لبعض الإعلاميين العرب، وتستغل بعض المحطات الفضائية، وإذاعاتها ومحطاتها الموجهة، ومواقع الإنترنت، والتجمعات الحزبية لتحقيق أهدافها التخريبية، وتعمد إلى تجنيد الشباب في المجتمعات العربية والخليجية وتدريبهم في الخارج ومن ثم إعادتهم لتشكيل خلايا نائمة لاستغلالهم وقت الحاجة. أعداد بسيطة من المجندين المدربين قادرون على قيادة الجموع الشعبية لإحداث الفوضى، وخلق المواجه بين المدنيين والسلطة، كما حدث في مملكة البحرين مؤخراً.

إيران تسعى إلى استنساخ نجاحها بلبنان في بعض الدول العربية والخليجية، وهي في طريقها إلى تحقيق أهدافها ما لم تقف تلك الدول بحزم أمام خططها التخريبية. التصريحات الإيرانية العدائية الموجهة ضد (مملكة البحرين) ما هي إلا حلقة ضمن مخطط إيراني كبير يستهدف الدول العربية والخليجية بشكل خاص. التراجع الرسمي الإيراني كان نتيجة مباشرة لردة الفعل السعودية القوية، وما تبعها من ردود أفعال عربية صارمة، ولا يمكن الاعتماد عليه كموقف نهائي صادر عن قناعة وإدراك. هناك تحركات مشبوهة لجماعات موالية لإيران داخل المجتمعات العربية والخليجية تسعى إلى زعزعة الأمن وغرس بذور الفتنة والتشرذم بين أبناء الوطن الواحد في المجتمعات الآمنة المطمئنة، وهي حركات استباقية تمهيدية موجهة لخلق بيئة مناسبة لقبول الأفكار التحولية مستقبلاً.

الجماعات الموالية باتت أكثر تنظيماً، وتأثيراً في المجتمعات الخليجية على وجه الخصوص. وأصبحت تتمتع بقدرة مالية لا يستهان بها تساعدها في اختراق الصفوف وتجنيد الأتباع، والتغلغل وسط المؤسسات الاجتماعية والإعلامية ما يساعدها كثيراً في تحقيق أهداف إيران التخريبية. تلك الجماعات تعتمد في تمويلها على الأموال النقدية المهربة، خاصة في المواسم التي أصبحت تمثل جسر الربط الرئيس بين الجماعات الموالية وقادة الدعم والتنظيم. تعتبر الأموال النقدية مصدر التمويل الأول، إلا أن الجماعات الموالية ربما استغلت حسابات بعض أتباعها ممن لا يثيرون الشبهة لتخزين الأموال بعد تجزئتها، ومن ثم تركها لوقت الحاجة. بعض تلك الحسابات تستغل لمرة واحدة لدواعي الحماية، خاصة وأن التمويل النقدي يمكن أن يكون متاحا على مدار العام.

دعم إيران المالي، العسكري، واللوجستي للقاعدة، وإيواؤها بعض قادتها الفاعلين، موجه في الدرجة الأولى ضد الدول الخليجية التي ما زالت غير قادرة على اتخاذ موقف حازم وموحد تجاه العبث الإيراني. المواقف السياسية الحازمة كفيلة بوقف المغامرات الإيرانية، في الوقت الذي يمكن للحزم الأمني الداخلي ردع الجماعات الموالية لإيران قبل أن تحول المجتمعات الخليجية إلى كتلة من نار. تجاهل بعض الدول الخليجية للخطر الإيراني، على أساس أنها خارج محيط الاستهداف، واتخاذها مواقف سياسية مهادنة يدفع الإيرانيين إلى التمادي، والتوسع في عملياتهم ضد الدول الخليجية الأخرى. العبث الإيراني في المنطقة بحاجة إلى موقف سياسي خليجي، عربي، دولي موحد يقف بحزم أمام الأطماع الإيرانية؛ وموقف أمني داخلي يمكن أن يردع الجماعات الموالية لإيران، التي تعمل ضد المصالح الوطنية، وينهي جميع المظاهر المرتبطة بالثورة الإيرانية التي باتت تغزو المجتمعات الخليجية تحت غطاء شعارات التضامن الإسلامي أو المآزرة العربية؛ ويحتاج أيضاً إلى وقفة وطنية صادقة للشعوب الخليجية مع حكوماتها، ضد الأطماع الإيرانية السافرة، وإلى نبذ الفرقة، وتوحيد الصف فيما بينهم حفاظا على المصالحة الوطنية الواحدة.

F.ALBUAINAIN@HOTMAIL.COM



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد