Al Jazirah NewsPaper Friday  27/02/2009 G Issue 13301
الجمعة 02 ربيع الأول 1430   العدد  13301
مركاز
المغتصبة
حسين علي حسين

 

قرأت قبل فترة تقريراً صحفياً في جريدة الجزيرة (العدد 12936) عن جزء من منطقة المرسلات اعتاد سكان المرسلات أن يطلقوا عليه عدة مسميات لكن الاسم الذي ألصق به هو (المغتصبة) ولهذا الجزء من اسمه نصيب، فالمغتصبة قطعة كبيرة من الأرض من الواضح أنها أخذت عن طريق وضع اليد، على الرغم من أنها مجاورة لمدينة الاتصالات ويقابلها من جميع الجهات شوارع ومنازل حديثة، يخدمها مستوصف ومدارس ومساجد وشوارع فسيحة وماء وكهرباء وهاتف، وسكان المغتصبة يستفيدون من جميع أدوات الرفاهية التي يستفيد منها سكان المرسلات باستثناء الماء والكهرباء والهاتف.. أما السكان فهم للأسف الشديد من العمالة العشوائية ومن جميع الجنسيات الذين لم يأخذوا مساكنهم بوضع اليد لكنهم أخذوها ممن أخذوها عن طريق وضع اليد!

أما الذين وضعوا أيديهم على هذا الجزء فهم قلة في هذا الحي، كلهم تقريباً يقيمون خارجه، يؤجرون ويقبضون الأجر، لكن المشكلة ليست هنا، فهذا الجزء بات يشكل قلقاً لسكان حي المرسلات فلا أحد يصدق أن به بقعةً بائسةً كهذه، وكنا نتمنى لو أزيلت عن بكرة أبيها، وبنيت ووزعت على مستحقيها من المواطنين إما مجاناً أو بمبلغ رمزي أو بتقسيط ينتهي بالتمليك، لأن ترك هذه المنطقة أو القطعة على ما هي عليه فيه أذى يزداد يوماً بعد يومٍ على سكان الحي وفيه تشويه لأجهزة رسمية حساسة تجاوره!

جميع محلات الديكور التي تمتد على طريق أبي بكر الصديق يتعامل أصحابها أو العاملون فيها مع العمال الذين أخذوا من الحي وربما غيرها من الشوارع مكاناً يقومون فيه بدهن الأبواب والشبابيك وغرف النوم والدواليب، هذا ما لمسته عندما تعاملت مع أحد المحلات فقد تم دهن كل ما اشتريته في (المغتصبة) وتخيل مقدار الضرر الذي تخلفه المواد الكيميائية التي تستخدم في الدهان هذا غير عمال محلات الخياطة والحلاقة والهاربين من كفلائهم.. قمت بجولة ذات مساء على الحي فقدرت مساحته بكيلو متر مربع لا غير، شوارعه كلها ترابية ومتعرجة، المنازل شعبية بنيت بطريقة غير نظامية وتملأ خزانات المياه وأسلاك الكهرباء طرقات الحي.. بجانب الحي من الشرق مستوصف ومن الشمال مسجد كبير ومن الشرق أيضاً مدارس ابتدائية ومتوسطة أما من الجنوب فهناك فلل فارهة على طول الشارع ومن الغرب والشرق بعض الأجهزة الحكومية، ولن تعرف خطورة هذه البقعة إلا في أوقات المساء المتأخر ومنتصف النهار.. قرأت على فترات متباعدة أكثر من موضوع صحفي عن هذه البقعة التي تتوسط حي المرسلات الراقي، وقد وجدت أن كل المتحدثين يظهرون البؤس واستدرار العطف على قاطني الحي، ويظهرونه وكأنه قطعة تقع على عدة كيلو مترات من الأرض مع أن المساحة لا تتجاوز الـ300م ? 300م ويقول أكثر من متحدث أنها تفتقر إلى المدارس والمساجد والشوارع، ما هو السبب في كل ذلك، لا أحد يذكر الحقيقة، أين وصلت قضية هذه البقعة من الأرض لا أحد يذكر الحقيقة أيضاً، هناك اتهامات واتهامات مضادة، لكن الحقيقة الوحيدة التي لمستها هي أن هذه البقعة تشكل قلقاً لمجاوريها من السكان أما إدارات الأجهزة الحساسة التي تجاوزها فمن المؤكد أن لديها من التدابير ما يجعلها ترمي القلق جانباً، قلق السكان من العمالة التي تسكن في عشش تفتقر لأدنى مقومات السلامة ومن مصادر التلوث: تلوث الكيميائيات والأتربة والمياه وفوق ذلك كله منظرها العام، فلا يمكن أن يصدق أحد أن القصور والفلل الراقية تطل على هكذا مناظر منذ سنوات طويلة في ظل صمت طويل من أمانة منطقة الرياض.

فاكس: 012054137



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد