Al Jazirah NewsPaper Friday  27/02/2009 G Issue 13301
الجمعة 02 ربيع الأول 1430   العدد  13301
دعوة للصلح العربي
رمضان جريدي العنزي

 

الأمة العربية تمر بأزمات كثيرة ومحن شتى وتمر بفوضى علاقات وفوضى ثقة وتكتوي بنار هذه الأشياء كلها وتذوق مراراتها، أن الأمة العربية تحتاج إلى مصالحة حقيقية وترميم علاقات وإصلاح بين، أن كل الحوارات واللقاءات والمؤتمرات العربية التي تحدث بشكل استثنائي أو اعتيادي لا تعطي التطمينات

والضمانات الكافية بأن هناك أملاً في الوصول إلى مصالحة عربية حقيقية مأمولة ومطلوبة، فالكل مختلف مع الآخر وحتى ولو لم يجد أحدهم طريقاً للاختلاف تجده يبحث وينقب ويفتش علناً وخفية عن وجه اختلاف جديد إمعاناً في استمرارية الخلاف وإمعاناً في تأزيم المشاكل وإمعاناً في عدم حلها.. إن ما يحدث خلف كواليس المؤتمرات التي لا نعلم شيئاً عنه البتة سوى الذي يبث من خلال وسائل الإعلام قد يكون أكبر مما نتصوره أو نتخيله أو حتى نتوقعه.. إن الأزمة التي يرزح تحتها الواقع العربي هي أزمة ثقة بين الأطراف العربية كلها فلا أحد يثق من الذي يقف خلفه أو الذي يجلس أمامه أو الذي يصافحه أو الذي يودعه أو الذي يبادله الابتسامة، إن العرب كافة وضعوا أنفسهم في مآزق حرجة وشائكة حتى لا يكادوا أن يخرجوا من مأزق حتى يلجوا مأزقاً آخر وحتى يجدوا أمامهم جملة كبيرة أخرى من اختلاف وجهات النظر الشائكة والعبثية والمصطنعة. إننا كشعوب عربية نبحث عن بصيص نور يخرج من كهوف هذه الأزمات العربية المتنوعة ليفتح لنا ويرسم ملامح مصالحة عربية صادقة لا يشوبها أدنى شائبة، لكن على القيادات العربية قبل أن يعقدوا هذه المؤتمرات أن يضعوا الكوامن والأهداف من وراء هذه المؤتمرات ويتم تفعيلها بشكل لا لبس فيه حتى يعي ويدرك من يحب اللف والدوران من القصر أن لا فائدة تذكر من الدوران في حلقات فارغة لأن لا جدوى منها ولا فائدة، وعلى القيادات العربية الراجحة والحكيمة والمتزنة والواعية والكبيرة أن تلقم أفواه الشياطين الكبار والصغار التي ما فتات تؤجج الفتنه وتدق إسفينها وتقرع طبول الضياع والتشرد والأسى حتى يتم التصالح الحقيقي وحتى تدور عجله العرب إلى الأمام وحتى يتم احترام التاريخ واحترام الأجيال القادمة وحتى لا تحل علينا لعنة عاد وثمود.



ranazi@umc.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد