Al Jazirah NewsPaper Monday  02/03/2009 G Issue 13304
الأثنين 05 ربيع الأول 1430   العدد  13304
مشروع القرن ليس له آثار بيئية ضارة بعكس السدود القارية الأخرى
السودان يجني ثمرة ركض تنموي ويدشن بداية إنتاج كهرباء سد مروي العملاق

 

موفد الجزيرة - بندر الحربي

تحتفل جمهورية السودان يوم الثلاثاء 3 مارس بتدشين بداية إنتاج كهرباء سد مروي، حيث يشرف فخامة المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان وعدد من رؤساء ووفود الدول الصديقة والشقيقة احتفالات افتتاح المشروع الضخم بسد مروي.

الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تأتي على رأس ممولي مشروع القرن الذي يعد الأضخم على مستوى العالمين العربي والإسلامي الذي يعزز الشراكة بين السودان والمملكة وبقية الدول الأخرى المستثمرة في السودان خصوصاً في المجال الزراعي.

ويعد مشروع السد من المشروعات التنموية الجبارة التي تسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والبشرية، وذلك ما يتضح من خلال رزمة من الحقائق الرقمية والعلمية حيث يعد أحد أكبر المشروعات في القارة لإنتاج الكهرباء بطاقة تصل إلى 1250 ميغاواط، ويسهم هذا العمل التنموي الضخم في عملية الري الانسيابي ويضاعف رقعة الأرض الزراعية ويحسن خطوط الملاحة النهرية كما يوفر بحيرة تخزين بطول176 كيلومترا.

ويقع سد مروي على نهر النيل الرئيسي على بعد 350 كيلومتر شمال الخرطوم وإجمالي طوله 9.2 كلم واستغرق العمل فيه ثلاث سنوات, وقد صاحب إنشاء السد إقامة مطار دولي على أحدث نموذج وهو اكبر من مطار الخرطوم الحالي, وعلى غير العادة من مماثلاته فإن الخبراء يؤكدون انه ليست للسد آثار ضارة بعكس بعض السدود القارية الشهيرة.

الشركة المنفذة

تعتبر شركة هاربن لهندسة الطاقة من أضخم الشركات العاملة في مجال الهندسة الكهربائية في الصين، وقد كرست الشركة نفسها لتوفير خدمات متميزة وشاملة لمشروعات إنتاج الطاقة الكهربائية في جميع أنحاء العالم.

ومنذ تأسيسها في عام 1980م نفذت الشركة حوالي 15 مشروعاً لإنتاج الطاقة الكهربية المعتمدة على turnkey في الصين وخارجها، وبلغت طاقة تلك المشروعات 6022 ميقاوات، بتكلفة تعاقد بلغت 1000 مليون دولار وتقوم الشركة بتوفير خدماتها للزبائن في جميع مراحل تطور مشروعات إنتاج الكهرباء، بما في ذلك الهندسة، التصميم، التشغيل والصيانة، كل ذلك مع إيجاد حلول لمسائل التمويل.

نفذت الشركة وتنفذ مشروعات في كل من باكستان، الفلبين، إيران، فيتنام، السودان، وكمبوديا.

- وهي أول شركة صينية في قطاع هندسة الكهرباء تمنح شهادة الجودة العالمية ISO: 9001م.

- كما أن لها علاقات ممتازة مع شركات عالمية مرموقة مثل Siemens , Alstom, ABB وغيرها ودخلت مع هذه الشركات في شراكات تجارية لتنفيذ مشروعات حول العالم.

- أنجزت الشركة مشروع محطة الجيلي للتوليد الكهربائي بطاقة 2 X 206 B وقد وقع العقد في 2001 وانتهى العمل في 2004م.

- وتشارك في بناء الخط الناقل لكهرباء سد مروي.

المشروع نافذة مهمة على الشراكة السودانية - الصينية

يعتبر سد مروي نتيجة للعلاقات الودية بين الصين والسودان ومعلما جديدا من الصداقة الصينية السودانية. هذا وكانت الشركة الصينية العامة لمشروعات الري قد نجحت في الحصول على عقد بناء سد مروي عام 2003. وقال مدير عام الشركة السيد تشو شانغ مين في تصريح له سابقاً: (سد مروي هو أكبر سد تبنيه شركتنا على نهر النيل. فإن مثل هذا المشروع قليل جدا في العالم وسيرفع قدرة توليد الكهرباء في السودان كثيرا وسيجلب فوائد شاملة للبلاد).

وذكر السيد تشو أنه بعد إتمام بناء سد مروي، سيستفيد منه أكثر من 3 ملايين شخص. إضافة إلى ذلك، وفر هذا المشروع 2500 فرصة عمل للمواطنين المحليين وقد تم بناء المرافق الأساسية في المنطقة مثل الطرق العامة والمدارس والمستشفيات والمطار. إلا أن موقع المشروع مجرد جزيرة جرداء على نهر النيل قبل 4 سنوات.

المهندس خالد أحمد مواطن محلي وقد عمل لهذا المشروع حوالي سنتين، فهو يحس بتغيرات موطنه بشكل فعال، حيث قال في تصريح له وقت العمل الدؤوب في إنشاء السد: يعمل حالياً في سد مروي حوالي 2400 عامل صيني نهارا وليلا. ولا مفر منهم أن يعانوا من درجة الحرارة العالية والعواصف الرملية والناموسيات والحشرات والأمراض، إلا أن العمال الصينيين تغلبوا على هذه الصعوبات ويرون أن جهودهم مستحقة.

هذا وقد أولت الحكومتان الصينية والسودانية اهتماما بالغا لمشروع سد مروي الذي يلقب عليه مشروع المضايق الثلاثة في السودان. وذكر السيد هاو هونغ شه المستشار الاقتصادي والتجاري بالسفارة الصينية لدى السودان أن سد مروي مشروع مهم يتعلق باقتصاد السودان ومعيشة المواطنين وسيجلب تغيرا جوهريا للتنمية السودانية، فها هو يقول: (كانت قدرة السودان على توليد الكهرباء 800 ألف كيلوواط فقط في الماضي. وقدرة مشروع سد مروي على توليد الكهرباء ستبلغ مليونا و250 ألف كيلوواط. إذ تم بناء المشروع عام 2008، فإن الطاقة الكهربائية في السودان ستزيد بالكثير وذلك سيقدم إسهاما كبيرا التنمية السودانية).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد