Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/03/2009 G Issue 13306
الاربعاء 07 ربيع الأول 1430   العدد  13306
بلا تردد
اغضب.. حطم.. مزق
هدى بنت فهد المعجل

 

نسترسل في الحديث عن هذه المشكلة، وتلك القضية ...

نُمعن في التطرُّق لها، والوقوف على ناصيتها ..

نسهب في عرضها والتفاعل معها ..

نأتي بكل هذا وذاك، فإذا انتبهنا، انتبهنا على تراكم يترقب منا الإفراغ .. فالحياة سلسلة مشاكل وقضايا .. وحبال من العلاقات والتعاملات .. وأعمدة من الالتزامات والواجبات .. تجعل منا وعاءً يعبأ وقلماً يتم تفريغه جيداً بحيث يجفف من رطوبة علقت به.

الإناء، أو الكأس (مثلاً) ما أن ننتهي منه حتى نعمد إلى غسله .. فهل نتركه يجف لوحده أم نلجأ إلى تجفيفه!!؟

لو تركناه حتى يجف؛ ترك الماء أثراً؛ أربك على الكأس شفافيته!! بينما لو جففناه بالمنشفة عصمنا شفافيته من الإرباك والارتباك!! ذلك هو الإنسان .. تدور به دوامة الحياة أو يدور معها وفي دورانه يلتقط ويمتص أو يعلق به كل حسن ورديء!!

الحسن يزيده حسناً ..

والرديء يفاقم السوء..!!

وما من وسيلة لكبح جماح الرداءة والسوء كي لا يمتد ويتمدد سوى التفريغ بين فترة وأخرى .. التفريغ الأشبه بمنشفة تجفيف الكأس من قطرات الماء المتبقية وتلميعه.

أجل .. ينبغي أن نهتم في أمر تمليع أرواحنا .. نفوسنا .. دواخلنا من أغبرة علقت بها بفعل دوران الحياة وتعدد مسالكها، وعرة كانت أو سالكة.

نحن نلمّع جميع ممتلكاتنا ومن ممتلكاتنا أرواحنا، نفوسنا ... حيث إنها تحن كثيراً إلى التفاتة منّا في حين نحن في شغل عنها .. وعن تدريبات التفريغ الانفعالي التي يُنصح بها علماء النفس وهم يذكرون هناك أحزاناً كثيرة داخلنا نكبتها في اللاشعور لكنها تضغط علينا من الداخل ولا سبيل للتخلص من ضغطها إلاّ بالنّبش عنها وجعلها تطفو على السطح، ولتحقيق هذا النّبش نفّذ ما يأتي:

1- أغلق باب الغرفة على نفسك.

2- قم بتذكر أحزانك الدفينة (بعض الصور الخاصة بأحبائك الذين فارقوا الحياة أو سافروا بعيداً ربما تساعد على إثارة مشاعرك).

3- لا تمنع نفسك من التفجُّر العاطفي واترك دموعك تنهمر فالدموع الساخنة فيها شفاء وراحة لحياتك الوجدانية.

4- حاول إجراء هذا التدريب مرة كل شهر على الأقل وستحس براحة نفسية بعد أن تتفجّر الشحنات المكبوتة داخلك.

وتدريب آخر ينصحون به هو:

1- أحضر حوالي خمسين فرخاً من الورق الفولسكاب.

2- اجلس في مكان هادئ وابدأ في تقطيع الورق إلى ثماني قطع متساوية (بتطبيق حوافه على بعضها البعض ثم تقطيعها).

3- استمر في هذه العملية البسيطة بهدوء وبطء.

ستحس بالراحة النفسية بعد الانتهاء لأنك قد فرغت شحناتك الانفعالية المكبوتة داخلك بهذا التقطيع ... فالورق هنا يرمز إلى العقبات التي أعاقت تفريغ طاقتك الوجدانية، لكنك نجحت في إخراج هذه الطاقة المكبوتة عن طريق الرمز الممزق.

4- الورق الذي قمت بتقطيعه يمكنك حفظه والاستفادة منه.

ولعل هذا التدريب يلفت انتباهنا إلى حالة الغضب التي تنتاب البعض بسبب ضغوطات الحياة وتكالبها فيعمدون إلى التحطيم، ويؤكد ذلك كلمات نزار قباني التي تغنّت بها الفنانة (أصالة نصري):

(اغضب كما تشاء

حطم أواني الزهر والمرايا

هدد بحب امرأة سوايا

فكل ما تفعله سواء

وكل ما تقوله سواء

فأنت كالأطفال يا حبيبي

نحبهم مهما لنا أساؤوا

اغضب فأنت رائع حقاً متى تثور

اغضب فلولا الموج ما تكونت بحور

اغضب كن عاصفاً كن مطراً فإن قلبي دائما غفور

اغضب فلن أجيب بالتحدي لن أجيب

فأنت طفل عابث يملؤه الغرور

وكيف من صغارها تنتقم الطيور).





Happyleo2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد