Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/03/2009 G Issue 13306
الاربعاء 07 ربيع الأول 1430   العدد  13306
مركاز
حسين علي حسين

 

-1-

قال لي أحد باعة الحديد: إن هذه المادة الصلبة والمتجهمة، عندما كان طنها بسبعة آلاف ريال، كان أصحاب الحاجة يقفون أمامنا بالطوابير لتوفيرها لهم، بل إن بعض القادرين كانوا يعرضون أكثر من هذا المبلغ لتخطي دورهم، الآن نبيع الحديد بتخفيض 65% من السعر السابق، ومع ذلك فإننا لم نعد نجد طوابير المواطنين أمامنا، حتى أننا نفكر برفع شعار توصيل الطلبات للمنازل وتقديم بعض الهدايا المجانية مثل الكابلات والأسلاك، ولأصحاب المجمعات نقدم الأسمنت والجبس مع كل طلبية.

ولذلك، فإننا نعيد طرح السؤال: أيها المواطن الصالح: لماذا لم تعد مبذراً مثلما كنت: تشتري بسعر السوق وتبيع بسعر السوق، وتقف احتراماً لمن يرفع عليك السعر ولمن يغشك فلا تشتكيه على حماية المستهلك؛ لعل ضميره سوف يؤلمه ويجعله يبحث عن الخطأ الذي ارتكبه بحقك!!

-2-

في ظل ما تشهده العديد من المدن والقرى من ارتفاع غير مبرر في أسعار المنازل (خصوصاً التي تباع بنظام التقسيط أو التأجير المنتهي بالتمليك) وكذلك في أسعار الأراضي، في ظل مثل هذا الوضع، يطرح بعض المواطنين اقتراحا بسيطا، سيكون له انعكاس كبير على رفاهية المواطنين، خصوصا الشباب، ويتمثل الاقتراح في البحث عن شركات تقوم بتهيئة أراضي المنح في كافة أرجاء المملكة، بتزويدها بالطرق وشبكات الماء والكهرباء والهاتف والصرف الصحي، ومن ثم القيام بتعميرها بموجب أقساط سنوية تتناسب ودخل صاحب المنحة مع تحديد هامش ربح معقول، على أن يبدأ التسديد حال البدء في التعمير. وسوف نجد بوادر عدة تظهر على هذه الفكرة، أبرزها فك أزمة السكن ونزول أسعار المنازل، أما الأهم من كل ذلك فهو حصول كل مواطن على سكنه الخاص، خاصة إذا فعل صندوق التنمية العقارية خططه في الإقراض بزيادة رأس المال وبالاستثمار الأمثل للموارد، بطريقة تسمح له بدعم هذه الشركات مالياً وإدارياً.

-3-

القصة ليست جديدة، فهي تتكرر وبأشكال مختلفة بين الحين والآخر، هذه المرة تقدم مواطن لأحد أقسام الشرطة، مدعيا على أربعة أفارقة بحجة النصب عليه، حيث أخذوا منه أربعمائة ألف يورو، لمضاعفتها بعملية سحرية عشرات المرات، وقد أعطاهم المواطن الطيب المبلغ، لكنهم عندما أخذوا المبلغ لم يعودوا ولم يعد المبلغ، فلو طلبوا المبلغ بالريال لكان القبض عليهم سهلا لكنهم طلبوه بعملة الاتحاد الأوروبي حتى يتمكنوا من الهرب بالهكاش إلى خارج المملكة، ومن حظ المواطن الطماع أن الشرطة قبضت عليهم في جدة بعد أن تمكنوا من مغادرة الرياض، ومنها كانوا يخططون لمغادرة المملكة، وما زال هذا المسلسل المكسيكي يعرض علينا، منذ العصر الحديدي، وحتى العصر الانترنتي، وهو لا يوحي إلا بشيء واحد، هو أن هذا الإنسان في داخله طفل وأحياناً وحش، وكلاهما يتبادلان الأدوار. من الذي يلتهم الآخر، لنهب ماله أو عقله، ووضعه في الصندوق ريثما يفر بغنيمته!

فاكس: 012054137



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد